وروى عن الأصبغ بن نباتة قال سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول والله لأتكلمن بكلام لا يتكلم به غيري إلا كذاب ورثت نبي الرحمة وزوجتي خير نساء الأمة وأنا خير الوصيين.
وحيث يقتضى ذكرها عليها السلام ذكر شئ من كلامها فلا بد من ذكر فدك إذ كانت خطبتها التي تحير البلغاء وتعجز الفصحاء بسبب منعها من التصرف فيها وكف يدها عليها السلام عنها وسأورد في ذلك ما ورد من طريقي الشيعة والسنة جاريا على عادتي في توخى النصفة غير مائل إلى هوى النفس فيما أظن ومن الله أسأل التوفيق والتسديد بمنه ورحمته. روى الحميدي في الجمع بين الصحيحين في الجزء السادس عن عمر عن أبي بكر المسند منه فقط وهو لا نورث ما تركنا صدقة لمسلم من رواية جويرية بن أسماء عن مالك وعن عائشة بطوله ان فاطمة سألت أبا بكر أن يقسم لها ميراثها.
وفي رواية أخرى أن فاطمة والعباس أتيا أبا بكر يلتمسان ميراثهما من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهما حينئذ يطلبان أرضه من فدك وسهمه من خيبر فقال أبو بكر رضي الله عنه إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد من هذا المال وإني والله لا أدع أمرا رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصنعه فيه إلا صنعته.
وزاد في رواية صالح بن كيسان إني أخشى ان تركت شيئا من أمره أن أزيغ قال فأما صدقته بالمدينة فدفعها عمر إلى على والعباس فغلبه عليها على وأما خيبر وفدك فأمسكهما عمر وقال هما صدقة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كانت لحقوقه التي تعروه ونوايبه وأمرهما إلى من ولى الأمر قال فهما على ذلك اليوم.