قلت وما ينكرون من هذا وقد رووا ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال إن يكن من أمتي مخاطبون ومحدثون فإنك منهم يا عمر اللهم إلا أن يصحوا هذا ويكذبوا غيره على عادتهم.
وروى وأظنني ذكرته في أخبار علي عليه السلام بغير روايته عن أبي سعيد الخدري قال أصبح علي عليه السلام ذات يوم فقال يا فاطمة عندك شئ تغذينيه؟
قالت لا والذي أكرم أبي بالنبوة وأكرمك بالوصية ما أصبح اليوم عندي شئ أغذيكه وما كان عندي شئ منذ يومين إلا شئ كنت أوثرك به على نفسي وعلى ابني هذين حسن وحسين فقال علي عليه السلام يا فاطمة ألا كنت أعلمتني فأبغيكم شيئا؟ فقالت يا أبا الحسن إني لأستحي من إلهي أن تكلف نفسك ما لا تقدر عليه.
فخرج علي عليه السلام من عند فاطمة عليه السلام واثقا بالله حسن الظن به عز وجل فاستقرض دينارا فأخذه ليشترى لعياله ما يصلحهم فعرض له المقداد ابن الأسود في يوم شديد الحر قد لوحته الشمس من فوقه وآذته من تحته فلما رآه علي عليه السلام أنكر شأنه فقال يا مقداد ما أزعجك هذه الساعة من رحلك فقال يا أبا الحسن خلى سبيلي ولا تسألني عما ورائي قال يا أخي لا يسعني أن تجاوزني حتى أعلم علمك فقال يا أبا الحسن رغبت إلى الله عز وجل واليك أن تخلى سبيلي ولا تكشفني عن حالي فقال يا أخي انه لا يسعك أن تكتمني حالك فقال يا أبا الحسن أما إذا أبيت فوالذي أكرم محمدا بالنبوة وأكرمك بالوصية ما أزعجني من رحلي إلا الجهد وقد تركت عيالي جياعا فلما سمعت بكاءهم لم تحملني الأرض فخرجت مهموما راكبا رأسي هذه حالي وقصتي.
فانهملت عينا علي عليه السلام بالبكاء حتى بلت دموعه لحيته فقال أحلف