ما تركنا صدقة وقد سلمناها إليكم وشغلنا ذممكم بها والله من وراء أفعالكم فيها وهو سبحانه بمرأى منكم ومسمع فاعملوا فيها بما يقربكم منه ويزلفكم عنده فعلى هذا سلمناها إليكم وصرفناكم فيها فان فعلتم الواجب الذي أمرتم به وفعلتم فيها فعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقد أصبتم وأصبنا وان تعديتم الواجب وخالفتم ما حده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقد أخطأتم وأصبنا فان الذي علينا الاجتهاد ولم نأل في اختياركم جهدا وما علينا بعد بذل الجهد لائمة وهذا الحديث من الإنصاف كما ترى والله الموفق والمسدد.
وروى أن فاطمة عليها السلام جاءت إلى أبي بكر رضي الله عنه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالت يا أبا بكر من يرثك إذا مت قال أهلي وولدي قالت فما لي لا أرث رسول الله قال يا بنت رسول الله ان النبي لا يورث ولكن أنفق على من كان ينفق عليه رسول الله وأعطى ما كان يعطيه قالت والله لا أكملك بكلمة ما حييت فما كلمته حتى ماتت.
وقيل جاءت فاطمة عليها السلام إلى أبي بكر رضي الله عنه فقالت أعطني ميراثي من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال إن الأنبياء لا تورث ما تركوه فهو صدقة فرجعت إلى علي عليه السلام فقال ارجعي فقولي ما شأن سليمان عليه السلام وورث داود عليه السلام وقال زكريا فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب فأبوا وأبى.
وعن جابر بن عبد الله الأنصاري عن أبي جعفر عليه السلام أن أبا بكر قال لفاطمة عليها السلام النبي لا يورث قالت قد ورث سليمان داود وقال زكريا فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب فنحن أقرب إلى النبي من زكريا إلى يعقوب.
وعن أبي جعفر عليه السلام قال قال على لفاطمة عليها السلام انطلقي فاطلبي