ولقد رأيت في كتاب الياقوت الأحمر تأليف أحمد بن الحسن الأهوازي ما هذا لفظه قال وسمعت ان بعض وصفاء الأكاسرة قال ما نام كسرى قط إلا وقبل نومه سجد لله عز وجل ويسئله ان يحييه بعد ما يميته يعنى بالموت النوم يا حياة وبالحياة الانتباه.
أقول انا فهذا إذا كان صفة ملك مشغول عن الله وغير عارف به جل جلاله كمعرفتك يعامل الله أحسن من معاملتك فما عذرك في غفلتك عن مالك دنياك وآخرتك.
قلت ولو قدرنا انه دخل عليك داخل في حال منامك إذا عملت ما قدمناه وذهب منك بعض ما في يديك فلعل ذلك يكون ليريك الله جل جلاله آياته في رد ذلك عليك كما رويناه في بعض آيات المتوكلين على مالك يوم الدين قال ما معناه ان أعرابيا جاء إلى باب المسجد الحرام فترك ناقته وقال ما معناه اللهم هذه الناقة وما عليها في حفظك ووديعتك ودخل وطاف وخرج فلم يجد الناقة فوقف يقول ما معناه يا رب ما سرق منى شئ وانما سرق منك لأنني لولا ثقتي انك تحفظ على ناقتي ورحلي ما تركتها ويكرر أمثال هذا والناس يتعجبون من حديثه مع الله عز وجل وإذا الناقة زمامها بيد رجل ويده الأخرى مقطوعة وقال للأعرابي خذ ناقتك ما أصبت منها خيرا قال كيف تواريت بها وراء الجبل فإذا فارس قد نزل لا أدري من أين وصل فأزعجني وقطع يدي وأمرني بإعادتها.
قلت انا واعرف انني ابدا ما أودعت الله جل جلاله شيئا فضاع ولو كان قد ضاع شئ مما أودعته لأجل ذنب يكون قد جنيته فإنني إذا طلبت من رحمته إعادة وديعته ردها على وما يخجلني ولا يقف مع