اخترته في جوار جدي ومولاي علي بن أبي طالب عليه السلام متضيفا ومستجيرا ورافدا وسائلا واملا متوسلا بكل ما توسل به أحد من الخلايق إليه وجعلته تحت قدمي والدي رضوان الله جل جلاله عليهما لأني وجدت الله جل جلاله يأمرني بخفض الجناح لهما ويوصيني بالاحسان إليهما فأردت ان يكون رأسي مهما بقيت في القبور تحت قدميهما.
ولا يقال فهل سبق أحد من العارفين إلى تهيئة قبره قبل الممات.
فأقول قد ورد ذلك في كثير من الروايات فمنها ما ذكره جدي السعيد أبو جعفر الطوسي رضوان الله عليه وغيره في كتاب الغيبة قال حدثنا ابن نوح قال اخبرني أبو نصير هبة الله بن محمد قال حدثني علي بن أبي جيد القمي رحمه الله قال حدثنا أبو الحسن على بن أحمد الدلال القمي قال دخلت على أبى جعفر محمد بن عثمان يعنى وكيل مولينا المهدي عليه السلام لأسلم عليه فوجدته وبين يديه ساجة ونقاش ينقش عليها ويكتب عليها أيا من القرآن وأسماء الأئمة عليهم السلام على جوانبها فقلت له يا سيدي ما هذه الساجة فقال لي هذه لقبري تكون فيه أوضع عليها أو قال أسند إليها وقد فرغت منه وانا كل يوم انزل إليه واقرء اجزاء من القرآن فيع واصعد وأظنه قال واخذ بيدي وأرانيه فإذا كان من يوم كذا وكذا من شهر كذا وكذا من سنة كذا صرت إلى الله تعالى ودفنت فيه وهذه الساجة معه فلما خرجت من عنده أثبت ما ذكره ولم أزل مترقبا ذلك فما تأخر الامر حتى اعتل أبو جعفر فمات في اليوم الذي ذكره من الشهر الذي قاله من السنة التي ذكرها ودفن فيه.
(ورأيت في كتاب الاستيعاب في الجزء الرابع ان سفيان بن الحرث بن عبد المطلب حفر قبره قبل ان يموت بثلاثة أيام وكان أخا