عليك راجيا اجابتك طامعا في مغفرتك طالبا ما وايت به على نفسك متنجزا وعدك إذ تقول ادعوني استجب لكم فصل على محمد وآل محمد واقبل إلى بوجهك واغفر لي وارحمني واستجب دعائي يا اله العالمين.
يقول السيد الإمام العالم العامل رضى الدين ركن الاسلام أبو القاسم على بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس قدس الله ذكره وشرف قدره فإذا فرغت من ذلك فاسجد سجدة الشكر سجدة من يعرف انه يريد زيادة القرب من المالك المعبود بالخضوع والسجود ولكن متأهبا كما يتأهب العبد الحقير إذا أراد التقرب من مولاه العظيم الكبير فكن على أقل المراتب حاضر القلب مجتمع الخواطر والا فأنت سجدت على الغفلة كالهالك أو المخاطر وانظر كيف كان سجود مولينا الكاظم عليه السلام وما تضمن من الذل والعبودية كما نرويه لك وهو قدوة يدعو إلى الله جل جلاله ويهدى إليه ولا تقل ما أقدر على سلوك ذلك السبيل وقل لنفسك ويحك كيف تقولين ما أقدر ولو وقفت بين يدي سلطان جليل كنت على صفة عبد ذليل فمثل ما تذلين للملوك من مماليك مولاك كذا يكون تذللك له فإنك ان كنت ما ترينه فإنه يراك فلو كنت ما تقدرين على ما عملت ذلك التذلل مع المملوك من مماليك سلطان العالمين ولو قالوا لك ما عليك منا خوف وأنت من الآمنين ما زادك ذلك إلا تذللا لهم وخضوعا في حضرتهم لتتقربي إليهم والى محبتهم فلا تعذر نفسك إذا كانت منزلة المملوك من العباد ارفع عندها من حرمة سلطان الدنيا والمعاد وإذا الخواص يكون سجودهم على ما سيئاتي ذكره من الخضوع فينبغي ان تكون أنت أي صاحب الجنايات على اضعاف ذلك من الخوف والخشوع.