فحمى إضافة هذا اللفظ إلى
القبر والتشبه بفعل أولئك قطعا للذريعة وحسما للباب والله أعلم، قال
إسحاق بن إبراهيم الفقيه: ومما لم يزل من شأن من
حج المرور بالمدينة والقصد إلى
الصلاة في
مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم والتبرك برؤية روضته ومنبره وقبره ومجلسه وملامس يديه ومواطئ قدميه والعمود الذي كان يستبد إليه وينزل جبريل بالوحي فيه عليه وبمن عمره وقصده من الصحابة وأئمة المسلمين والاعتبار بذلك كله، وقال ابن أبي فديك سمعت بعض من أدركت يقول: بلغنا أنه من وقف عند
قبر النبي صلى الله عليه وسلم فتلا هذه الآية: (إن الله وملائكته يصلون على النبي) ثم قال صلى الله عليك يا محمد من يقولها سبعين مرة، ناداه ملك صلى الله عليك يا فلان ولم تسقط له حاجة وعن يزيد
ابن أبي سعيد المهري قدمت على
عمر بن عبد العزيز فلما ودعته قال: لي إليك حاجة: إذا أتيت المدينة سترى
قبر النبي صلى الله عليه وسلم فأقره منى السلام، قال غيره وكان يبرد إليه البريد من
الشام قال بعضهم رأيت
أنس بن مالك أتى
قبر النبي صلى الله عليه وسلم فوقف فرفع يديه حتى ظننت أنه افتتح
الصلاة فسلم على
النبي صلى الله عليه وسلم ثم انصرف وقال مالك في رواية ابن وهب إذا سلم على
النبي صلى الله عليه وسلم ودعا يقف ووجه إلى
القبر لا إلى القبلة ويدنو ويسلم ولا يمس
القبر بيده وقال في المبسوط لا أرى أن يقف عند
قبر النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ولكن يسلم ويمضى، قال ابن أبي مليكة من أحب أن يقوم وجاء
____________________
(قوله وكان يبرد إليه البريد) المراد بالبريد هنا الرسول المستعجل