وجهته قريش عام القضية إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأى من تعظيم أصحابه له ما رأى وأنه لا يتوضأ إلا ابتدروا وضوئه وكادوا يقتتلون عليه ولا يبصق بصاقا ولا يتخم نخامة إلا تلقوها بأكفهم فدلكوا بها وجوههم وأجسادهم ولا تسقط منه شعرة إلا ابتدروها وإذا أمرهم بأمر ابتدروا أمره وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده وما يحدون إليه النظر تعظيما له فلما رجع إلى قريش قال يا معشر قريش إني جئت كسرى في ملكه وقيصر في ملكه والنجاشي في ملكه وإني والله ما رأيت ملكا في قوم قط مثل محمد في أصحابه، وفى رواية إن رأيت ملكا قط يعظمه أصحابه ما يعظم محمد أصحابه، وقد رأيت قوما لا يسلمونه أبدا، وعن أنس لقد رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم والحلاق يحلقه وأطاف به أصحابه فما يريدن أن تقع شعرة إلا في يد رجل ومن هذا لما أذنت قريش لعثمان في
الطواف بالبيت حين وجهه
النبي صلى الله عليه وسلم إليهم في القضية أبى وقال ما كنت لأفعل حتى
يطوف به
رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفى حديث طلحة أن
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ____________________
وليس لواحدة منهن في هذا شئ (قوله عام القضية) يريد العام الذي جرت فيه القضية أي الصلح وهو عام الحديبية ولا يريد عام القضاء لأن عام القضاء في السنة السابعة بعد الحديبية بسنة (قوله والحلاق يحلقه) الذي حلق له عليه السلام في عمرة الجعرانة أبو هند وهو حلق له في حجة الوداع في شرح مسلم للنووي المشهور أنه معمر بن عبد الله العدوى وقيل اسمه خراش بن أمية بن ربيعة الكليبي بضم الكاف منسوب إلى كليب بن حبيشة (قوله في القضية) أي قضية صلح الحديبية لأنه إنما