وعبد الملك مثله، وقال المخزومي
ومحمد بن مسلمة وابن أبي حازم لا
يقتل الملم بالسب حتى يستتاب وكذلك اليهودي والنصراني فإن تابوا قبل منهم وإن لم يتوبوا
قتلوا ولا بد من الاستتابة وذلك كله كالردة وهو الذي حكاه القاضي ابن نصر عن المذهب وأفتى أبو
محمد بن أبي زيد فيما حكى عنه في رجل لعن رجلا ولعن الله فقال إنما أردت أن ألعن الشيطان فزل لساني فقال
يقتل بظاهر كفره ولا يقبل عذره وأما فيما بينه وبين الله تعالى فمعذور واختلف فقهاء قرطبة في مسألة هارون ابن حبيب أخي عبد الملك الفقيه وكان ضيق الصدر كثير التبرم وكان قد
شهد عليه بشهادات منها أنه قال عند استلاله من
مرض لقيت في مرضى هذا ما لو قتلت أبا بكر وعمر لم استوجب هذا كله فأفتى إبراهيم ابن حسين بن خالد
بقتله وأن مضمن قوله تجوير لله تعالى وتظلم منه والتعريض فيه كالتصريح وأفتى أخوه عبد الملك بن حبيب وإبراهيم بن حسين بن عاصم وسعيد بن سليمان القاضي بطرح القتل عنه إلا أن القاضي رأى عليه التثقيل في الحبس والشدة في الأدب لاحتمال كلامه وصرفه إلا التشكي فوجه من قال في ساب الله بالاستتابة أنه كفر وردة محضة لم يتعلق بها حق لغير الله فأشبه قصد الكفر بغير سب الله وإظهار الانتقال إلى دين آخر من الأديان المخالفة للإسلام
____________________
(قوله كثير التبرم) بفتح المثناة الفوقية والموحدة مصدر تبرم بمعنى تشاءم