الشفا بتعريف حقوق المصطفى - القاضي عياض - ج ٢ - الصفحة ١٥٩
تجب عليهم قط أي لم يلزمكم ذلك، ونحوه للقشيري، قال: وإنما يقول العفو لا يكون إلا عن ذنب: من لم يعرف كلام العرب، قال ومعنى عفا الله عنك أي لم يلزمك ذنبا، قال الداودي: روى أنها كانت تكرمة، قال مكي هو استفتاح كلام مثل أصلحك الله وأعزك، وحكى السمرقندي أن معناه عافاك الله، وأما قوله في أسارى بد (ما كان لنبي أن يكون له أسرى) الآيتين فليس فيه إلزام ذنب للنبي صلى الله عليه وسلم بل فيه بيان ما خص به وفضل من بين سائر الأنبياء فكأنه قال ما كان هذا لنبي غيرك كما قال صلى الله عليه وسلم (أحلت لي الغنائم ولم تحل لنبي قبلي) فإن قيل فما معنى قوله تعالى: (تريدون عرض الدنيا) الآية، قيل معنى: الخطاب لمن أراد ذلك منهم وتجرد غرضه لغرض الدنيا وحده والاستكثار منها وليس المراد بهذا النبي صلى الله عليه ولم ولا علية أصحابه، بل قد روى عن الضحاك أنها نزلت حين انهزم المشركون يوم بدر واشتغل الناس بالسلب وجمع الغنائم عن القتال حتى خشى عمر أن يعطف عليهم العدو ثم قال تعالى: (لولا كتاب من الله سبق) فاختلف المفسرون في معنى الآية فقيل: معناها لولا أنه سبق منى أن لا أعذب أحدا إلا بعد النهى لعذبتكم، فهذا ينفى أن يكون أمر الأسرى معصية، وقيل المعنى: لولا إيمانكم بالقرآن وهو الكتاب السابق فاستوجبتم به الصفح لعوقبتم على الغنائم، ويزاد هذا القول تفسيرا
____________________
(قوله ولا علية) بكسر العين المهملة وسكون اللام: في الصحاح وعلى في الشرف بالكسر يعلى علا، ويقال أيضا بالفتح وفلان من علية الناس. وهو جمع رجل على:
أي شريف رفيع، مثل صبي وصبية.
(١٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 القسم الثاني فيما يجب على الأنام 2
2 الباب الأول فرض الإيمان به 5
3 فصل وأما وجوب طاعته 6
4 فصل وأما وجوب اتباعه 8
5 فصل وأما ما ورد عن السلف في اتباعه 13
6 فصل ومخالفة أمره 16
7 الباب الثاني في لزوم محبته 18
8 فصل في ثواب محبته 19
9 فصل فيما روى عن السلف من محبته 21
10 فصل في علامات محبته 24
11 فصل في معنى المحبة 29
12 فصل في وجوب مناصفته 31
13 الباب الثالث في تعظيم أمره 34
14 فصل في عادة الصحابة في تعظيمه 37
15 فصل واعلم أن حرمة النبي الخ 40
16 فصل في سيرة السلف 43
17 فصل ومن توقيره وبره بر آله 47
18 فصل ومن توقيره وبره توقير أصحابه 52
19 فصل ومن إعظامه الخ 56
20 الباب الرابع في حكم الصلاة عليه 60
21 فصل اعلم أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فرض 61
22 فصل في المواطن التي تستحب فيها 64
23 فصل في كيفية الصلاة 69
24 فصل في فضيلة الصلاة عليه 74
25 فصل في ذم من لم يصل عليه 77
26 فصل في تخصيصه بتبليغ صلاة المصلين 78
27 فصل في الاختلاف في الصلاة على غيره 80
28 فصل في حكم زيارة قبره 83
29 فصل فيما يلزم من دخل مسجد النبي 89
30 القسم الثالث فيما يجب للنبي 95
31 الباب الأول فيما يختص بالأمور الدينية 97
32 فصل في حكم عقد قلب النبي 97
33 فصل وأما عصمتهم من هذا الفن 109
34 فصل قال القاضي قد بان الخ 115
35 فصل الأمة مجتمعة على العصمة 117
36 فصل وأما أقواله عليه السلام 123
37 فصل وقد توجهت ههنا سؤالات 124
38 فصل هذا القول الخ 135
39 فصل في سهوه 137
40 فصل وأما ما يتعلق بالجوارح 143
41 فصل وقد اختلف في عصمتهم قبل النبوة 147
42 فصل هذا حكم ما تكون المخالفة الخ 149
43 فصل في أحاديث السهو 151
44 فصل في الرد على من أجاز عليهم الصغائر 155
45 فصل فإن قلت الخ 169
46 فصل قد استبان لك الخ 172
47 فصل في القول في عصمة الملائكة 174
48 الباب الثاني فيما يخصهم 178
49 فصل في سحره 180
50 فصل هذا حاله في جسمه 183
51 فصل وأما ما يعتقده 185
52 فصل وأما أقواله الدنيوية 187
53 فصل فإن قلت قد تقررت 191
54 فصل في حكمة إجراء الأمراض 195
55 فصل وأما أفعاله الدنيوية 199
56 فصل فإن قلت فما الحكمة 204
57 القسم الرابع في تصرف وجوه الأحكام فيمن تنقصه 210
58 الباب الأول في سبه 213
59 فصل الحجة في إيجاب قتل من سبه 219
60 فصل فإن قلت فلم لم يقتل الخ 223
61 فصل قال القاضي تقدم الكلام 229
62 فصل الوجه الثالث أن يقصد تكذيبه 231
63 فصل الوجه الرابع أن يأتي الخ 232
64 فصل الوجه الخامس أن لا يقصد 235
65 فصل الوجه السادس أن يقول 244
66 فصل الوجه السابع أن يذكر الخ 247
67 فصل ومما يجب على المتكلم 252
68 الباب الثاني في حكم سابه 254
69 فصل إذا قلنا بالاستتابة 258
70 فصل هذا حكم من ثبت عليه 261
71 فصل هذا حكم المسلم 262
72 فصل في ميراث من قتل بسب النبي 267
73 الباب الثالث في ساب الله 270
74 فصل وأما من أضاف إلى الله 272
75 فصل في تحقيق القول في إكفار المتأولين 276
76 فصل في بيان ما هو من المقالات كفر 282
77 فصل هذا حكم المسلم الساب لله 295
78 فصل هذا حكم من صرح بسبه 296
79 فصل وأما من تكلم من سقط القول 299
80 فصل وحكم من سب سائر أنبياء الله 302
81 فصل واعلم أن من استخف بالقرآن 304
82 فصل ومن سب آل بيته الخ 307