يا رسول الله ماذا ورد عليك في الشفاعة فقال (شفاعتي لمن
شهد أن لا إله إلا الله مخلصا يصدق لسانه قلبه) * وعن أم حبيبة قالت قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم (أريت ما تلقى أمتي من بعدي وسفك بعضهم دماء بعض وسبق لهم من الله ما سبق للأمم قبلهم فسألت الله أن يؤتيني
شفاعة يوم القيامة فيهم ففعل) * وقال حذيفة يجمع الله الناس في صعيد واحد حيث يسمعهم الداعي وينفذهم البصر حفاة عراة كما خلقوا سكونا لا تكلم نفس إلا بإذنه فينادى: محمد فيقول لبيك وسعديك والخير في يديك والشر ليس إليك والمهتدي من هديت وعبدك بين يديك ولك وإليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك تبارك وتعاليت سبحانك رب البيت قال فذلك المقام المحمود الذي ذكر الله) * وقال
ابن عباس رضي الله عنهما إذا دخل أهل النار النار وأهل الجنة الجنة فيبقى آخر زمرة من الجنة وآخر زمرة من النار فتقول زمرة النار لزمرة الجنة ما نفعكم إيمانكم فيدعون ربهم
____________________
(قوله وينفذهم البصر) قال ابن الأثير قال أبو حاتم: أصحاب الحديث يرونه بالذال المعجمة، وإنما هو بالمهملة أي يبلغ أولهم وآخرهم البصر حتى يراهم كلهم ويستوعبهم، من نفذ الشئ وأنفدته (قوله فينادى) بفتح الدال ومحمد بلا تنويل على أنه منادى محذوف الأداة أو بالتنوين، على أنه قائم مقام الفاعل لينادي (قوله والشر ليس إليك) أي لا يتقرب به إليك أو لا يصعد إليك إنما يصعد إليك الكلم الطيب أو لا يضاف إليك أدبا وإن كنت موجدا له بالحقيقة إذ ليس الشر شرا بالنسبة إلى حكمتك فإنك لا توجد شيئا عبثا (قوله لا ملجأ) بهمزة في آخره والأجود تخفيفها لتناسب (منجا) فإنه مقصور