من هذا وقد خلط فيه غيره عن أنس تخلطا كثير لا سيما من رواية شريك بن أبي نمر فقد ذكر في أوله مجئ الملك له وشق بطنه وغسله بماء زمزم وهذا انما كان وهو صبي وقبل الوحي وقد قال شريك في حديثه وذلك قبل أن يوحى إليه وذكر قصة الإسراء ولا خلاف انها كانت بعد الوحي وقد قال غير واحد إنها كانت قبل الهجرة بسنة وقيل قبل هذا وقد روى ثابت عن أنس من رواية
حماد بن سلمة أيضا مجئ جبريل إلى
النبي صلى الله عليه وسلم وهو يلعب مع الغلمان عند ظئره وشقة قلبه تلك القصة مفردة من حديث الاسراء كما رواه الناس فجود في القصتين وفى أن الاسراء إلى بيت المقدس وإلى سدرة المنتهى كان قصة واحدة وأنه وصل إلى بيت المقدس ثم عرج من هناك فأزاح كل إشكال أو همه غيره وقد روى يونس عن ابن شهاب عن أنس قال كان أبو ذر يحدث أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (فرج سقف بيتي فنزل جبريل ففرج صدري ثم
غسله من ماء زمزم ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانا فأفرغها في صدري ثم أطبقه ثم أخذ بيدي فعرج بنا إلى السماء فذكر القصة وروى قتادة الحديث بمثله عن أنس عن
مالك بن صعصعة وفيها تقديم وتأخير وزيادة ونقص وخلاف في ترتيب الأنبياء في السماوات وحديث ثابت عن أنس أتقن وأجود وقد وقعت في حديث الإسراء
____________________
(قوله عند ظئزه) بكسر الظاء المعجمة وسكون الهمزة: المرضعة