فقعد في واحدة وقعدت في الأخرى فنمت حتى سدت الخافقين ولو شئت لمسست السماء وأنا أقلب طرفي ونظرت جبريل كأنه حلس لاطئ
فعرفت فضل علمه بالله على وفتح لي باب السماء ورأيت النور الأعظم ولط دوني الحجاب وفرجه الدر والياقوت ثم أوحى الله إلى ما شاء أن يوحى) وذكر البزار عن
علي بن أبي طالب رضي الله عنه لما أراد الله تعالى أن يعلم
رسوله صلى الله عليه وسلم الأذان جاءه جبريل بدابة يقال لها البراق فذهب يركبها فاستصعبت عليه فقال لها جبريل اسكني فوالله ما ركبك عبد
أكرم على الله من محمد صلى الله عليه وسلم فركبها حتى أتى بها إلى الحجاب الذي يلي الرحمن تعالى فبينا هو كذلك إذ خرج ملك من الحجاب فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم يا جبريل من هذا قال والذي بعثك بالحق إني لأقرب الخلق مكانا وإن هذا الملك ما رأيته منذ خلقت قبل ساعتي هذه فقال الملك الله أكبر الله أكبر فقيل له من وراء الحجاب
صدق عبدي أنا أكبر
____________________
(قوله فنمت) بالفاء والنون المفتوحتين والميم المخففة أي زادت، وفى بعض النسخ، فسمت، بتخفيف الميم أي ارتفعت (قوله الخافقين) أي المشرق والمغرب، قال ابن السكيت، لأن الليل والنهار يخفقان فيهما (قوله لمسست) بكسر المهملة الأولى، وحكى أبو عبيد فتحها، وفي بعض النسخ لمست (قوله كأنه حلس) بكسر الحاء المهملة وسكون اللام وبعدها سين مهملة وهو كساء يلي ظهر البعير تحت القتب (قوله لاطئ) بهمزة في آخره أي لاصق (قوله ولط) بضم اللام وتشديد المهملة أي أرخى (قوله وذكر البزار) بالباء الموحدة والزاي المشددة، وفى آخره راء نسبة إلى عمر بزر الكتان