الآية، روى أن
النبي صلى الله عليه وسلم لم نزلت عليه هذه الآية سأل جبريل عليه السلام عن تأويلها فقال له حتى أسال العالم ثم ذهب فأتاه فقال يا محمد إن الله يأمرك أن تصل من قطعك وتعطى من حرمك
وتعفو عمن ظلمك وقال له (واصبر على ما أصابك) الآية وقال تعالى (فاصبر كما
صبر أولوا العزم من الرسل) وقال (وليعفوا وليصفحوا) الآية وقال تعالى (ولمن
صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور) ولا خفاء بما يؤثر من حلمه واحتماله، وأن كل حليم قد
عرفت منه زلة وحفظت عنه هفوة وهو صلى الله عليه وسلم لا يزيد مع كثرة الأذى إلا صبرا وعلى إسراف الجاهل إلا حلما * حدثنا القاضي
أبو عبد الله محمد بن علي التغلبي وغيره قالوا حدثنا محمد بن عتاب حدثنا أبو بكر بن واقد القاضي وغيره حدثنا أبو عيسى حدثنا عبيد الله حدثنا يحيى بن يحيى حدثنا مالك عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت
____________________
(قوله أولو العزم) أي الجد والثبات وفى أنوار التنزيل في قوله تعالى (فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل) من للتبيين وقيل للتبعيض، وأولو العزم أصحاب الشرائع اجتهدوا في تأسيسها وتقريرها وصبرا على تحمل مشاقها ومعاداة الطاعنين فيها، ومشاهيرهم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى، وقيل الصابرون على بلاء الله كنوح صبر على أذى قومه وكانوا يضربونه حتى يغشى عليه، وإبراهيم صبر على النار وذبح ولده، والذبيح على الذبح، ويعقوب على فقد الولد والبصر، ويوسف على الجب والسجن، وأيوب على الضر، وموسى قال له قومه (إنا لمدركون قال كلا إن معي ربى سيهدين) وداود بكى على خطيئته أربعين سنة، وعيسى لم يضع لبنة على لبنة انتهى