الشفا بتعريف حقوق المصطفى - القاضي عياض - ج ١ - الصفحة ١٠٥
(ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمرين قط إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما فإن كان إثما كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله تعالى فينتقم لله بها. وروى أن النبي صلى الله عليه وسلم لما كسرت رباعيته وشج وجهه يوم أحد شق ذلك على أصحابه شقا شديدا وقالوا لو دعوت عليهم فقال (إني لم أبعث لعانا ولكني بعثت داعيا ورحمة، اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون) وروى عن عمر رضي الله عنه أنه قال في بعض
____________________
(قوله ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما) قال النووي قال القاضي: يحتمل أن يكون تخييره من الله فيخيره فيما فيه عقوبتان أو فيما بينه وبين الكفار من القتال وأخذ الجزية أو في حق أمته في المجاهدة في العبادة والاقتصاد فكان يختار الأيسر في هذا كله، قال وأما قولها: ما لم يكن إثما، فيتصور إذا خيره الكفار أو المنافقون، فأما إذا كان التخيير من الله أو من المسلمين فيكون الاستثناء منقطعا (قوله لما كسرت رباعيته وشج وجهه) الرباعية السن التي بين الثنية والناب وهي بفتح الراء وتخفيف الموحدة وكسر العين المهملة وتخفيف المثناة التحتية، وفى سيرة ابن هشام: أن عتبة بن أبي وقاص أخو سعد بن أبي وقاص رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد فكسر رباعيته اليمنى السفلى وجرح شفته السفلى وأن عبد الله بن شهاب الزهري شجه في وجهه وأن ابن قميئة جرح وجنته فدخلت حلقتان من المغفر في وجنته، وقد اختلف في إسلام عتبة، والصحيح أنه لم يسلم، قال السهيلي ولم يولد من نسله ولد، فبلغ الحلم إلا وهو أبخر وأهم، يعرف ذلك في عقبه، وأما عبد الله بن شهاب فأسلم، وهو جد شيخ مالك محمد بن مسلم بن عبد الله بن شهاب، وقد قيل لابن شهاب شيخ مالك: أكان جدك عبد الله بن شهاب ممن شهد بدرا؟ فقال نعم، ولكن من ذلك الجانب يعنى مع الكفار، وأما ابن قميئة واسمه عبد الله فنطحه تيس فتردى من شاهق، وفى مستدرك الحاكم: أنه لما فعل عتبة ما فعل جاء حاطب بن
(١٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 القسم الأول في تعظيم الله تعالى له 11
2 الباب الأول في ثناء الله تعالى عليه 13
3 الفصل الأول فيما جاء من ذلك 14
4 الفصل الثاني في وصفه تعالى 23
5 الفصل الثالث فيما ورد من خطابه 28
6 الفصل الرابع في قسمه تعالى بقدره 31
7 الفصل الخامس في قسمه تعالى جده له 35
8 الفصل السادس فيما ورد من قوله 41
9 الفصل السابع فيما أخبر الله 43
10 الفصل الثامن في إعلام الله 46
11 الفصل التاسع فيما تضمنته سورة الفتح 48
12 الفصل العاشر فيما أظهره الله في كتابه 51
13 الباب الثاني في تكميل محاسنه 54
14 فصل قال القاضي 55
15 فصل إن قلت 57
16 فصل وأما نظافة جسمه الخ 61
17 فصل وأما وفور عقله 66
18 فصل وأما فصاحة لسانه 70
19 فصل وأما شرف نسبه 81
20 فصل وأما ما تدعو ضرورة الحياة إليه 83
21 فصل والضرب الثاني 87
22 فصل وأما الضرب الثالث 92
23 فصل وأما الخصال المكتسبة 96
24 فصل وأما أصل فروعها 102
25 فصل وأما الحلم 103
26 فصل وأما الجود الخ 111
27 فصل وأما الشجاعة 114
28 فصل وأما الحياء 118
29 فصل وأما حسن عشرته 119
30 فصل وأما الشفقة 122
31 فصل وأما خلقه 126
32 فصل وأما تواضعه 129
33 فصل وأما عدله 133
34 فصل وأما وقاره 137
35 فصل وأما زهده 139
36 فصل وأما خوفه ربه 143
37 فصل اعلم وفقنا الله الخ 147
38 فصل قد آتيناك الخ 152
39 فصل في تفسير غريب هذا الحديث 161
40 الباب الثالث في الإخبار بعظيم قدره الفصل الأول 165
41 فصل في تفضيله 176
42 فصل ثم اختلف السلف في إسرائيل 187
43 فصل في إبطال حجج من قال إنها نوم 191
44 فصل وأما رؤيته لربه 195
45 فصل وأما ما ورد من مناجاته 202
46 فصل وأما ما ورد في حديث الإسراء 203
47 فصل في ذكر تفضيله في القيامة 206
48 فصل في تفضيله بالمحبة 210
49 فصل في تفضيله بالشفاعة 216
50 فصل في تفضيله في الجنة بالوسيلة 224
51 فصل في الأحاديث الواردة في النهى عن تفضيله 225
52 فصل في أسمائه 228
53 فصل في تشريف الله له 235
54 فصل قال القاضي الخ 241
55 الباب الرابع فيما أظهره الله على يديه من المعجزات 246
56 فصل اعلم أن الله عز وجل الخ 249
57 فصل في معنى المعجزات 252
58 فصل في إعجاز القرآن 258
59 فصل الوجه الثاني من إعجازه 264
60 فصل الوجه الثالث من الإعجاز 268
61 فصل الوجه الرابع ما أنبأ به الخ 269
62 فصل هذه الوجوه الأربعة بينة 272
63 فصل ومنها الروعة 273
64 فصل ومن وجوه إعجازه 275
65 فصل وقد عد جماعة الخ 277
66 فصل في انشقاق القمر 280
67 فصل في نبع الماء من بين أصابعه 285
68 فصل ومما يشبه هذا 287
69 فصل ومن معجزاته تكثير الطعام 291
70 فصل في كلام الشجر 298
71 فصل في قصة حنين الجذع 303
72 فصل ومثل هذا الخ 306
73 فصل في الآيات في ضروب الحيوانات 309
74 فصل في إحياء الموتى 316
75 فصل في إبراء المرضى 321
76 فصل في إجابة دعائه 325
77 فصل في كراماته 330
78 فصل ومن ذلك الخ 345
79 فصل في عصمة الله تعالى له 346
80 فصل ومن معجزاته الباهرة 354
81 فصل ومن خصائصه 360
82 فصل ومن دلائل نبوته 363
83 فصل ومن ذلك ما ظهر الخ 366
84 فصل قال القاضي قد أتينا 369