والشمس كان وهو ابن خمسة عشر شهرا، وقيل أوحى الله تعالى إلى يوسف وهو صبي عند ما هم إخوته بإلقائه في الجب يقول الله تعالى (وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا) الآية إلى غير ذلك مما ذكر من أخبارهم. وقد حكى أهل السير أكن
آمنة بنت وهب أخبرت أن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم ولد حين ولد باسطا يديه إلى الأرض رافعا رأسه إلى السماء، وقال في حديثه صلى الله عليه وسلم (لما نشأت بغضت إلى الأوثان وبغض إلى الشعر ولم أهم بشئ مما كانت الجاهلية تفعله إلا مرتين فعصمني الله منهما ثم لم أعد) ثم يتمكن الأمر لهم وتترادف نفحات الله تعالى عليهم وتشرق أنوار المعارف في قلوبهم حتى يصلوا إلى الغاية ويبلغوا باصطفاء الله تعالى لهم بالنبوة في تحصيل هذه الخصال الشريفة النهاية دون ممارسة ولا رياضة قال الله تعالى (ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما) وقد
____________________
(قوله إلى يوسف) قال الثعلبي: كان يوسف عليه السلام أبيض اللون حسن الوجه جعد الشعر ضخم العين مستوى الخلق غليظ الساعدين والعضدين خميص البطن أقنى الأنف بخده الأيمن خال أسود وبين عينيه، توفى وهو ابن مائة وعشرين سنة ودفن بمصر بالنيل ثم حمله عليه السلام إلى الشام حين خرجت بنو إسرائيل من مصر (قوله الأوثان) بالمثلثة جمع وثن وهو الجثة من أجزاء الأرض أو الخشب تعبد، وفى حديث عدى بن حاتم: قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم وفى عنقي صليب من ذهب فقال (ألق عنك هذا الوثن) وفى الصحاح الوثن: الصنم. والصنم، واحد الأصنام ويقال إنه معرب (ممن) وهو الوثن (قوله أهم) بفتح الهمزة وضم الهاء (قوله ثم يتمكن الأمر) عطف على قوله قبل هذا (وهكذا لسائر الأنبياء)