كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٣ - الصفحة ٩١
قال: ودنا القوم بعضهم من بعض، وخرج بسر بن (أبي) أرطاة الفهري وفي يده راية سوداء لمعاوية وهو يرتجز ويقول (1):
أكرم بنجد طيب الايمان * جاؤوا يكونوا ولي الرحمن إني أتاني خبر أشجاني * إن عليا قتل ابن عثمان خليفة الله على المثاني قال: فخرج إليه سعد بن قيس الهمذاني وهو يقول:
بؤسا لجند ضائعي الايمان * مستوسقين كاتساق الضان تهوى إلى راعي لها وسنان * أسلمهم بشر إلى الهوان إلى سيوف لبني همذان قال: والتقيا بطعنتين طعنه الهمذاني في صدره أثخنه منها، فولى بسر منهزما وولت خيله متطيرين، وخرج رجل من أصحاب معاوية أيضا يقال له الأدهم بن لام القضاعي وهو يقول شعرا، فخرج إليه حجر بن عدي الكندي (2) وهو يرتجز ويقول شعرا يجاوبه، ثم حمل عليه حجر بن عدي فقتله، ثم نادى: هل من مبارز؟ فخرج إليه الحكم بن أزهد (3) بن فهد وهو يقول شعرا، فخرج إليه حجر بن عدي وهو يجاوبه على شعره (4)، قال: ثم حمل عليه حجر بن عدي فضربه ضربة فقتله، قال: فخرج إليه من بعده ابن عم له يقال له مالك بن مسهر القضاعي وهو يقول شعرا، قال: فخرج إليه حجر بن عدي وهو يجاوبه على شعره، ثم حمل عليه حجر بن عدي فقتله.

(١) الارجاز في وقعة صفين ص ٢٢٨ ونسبت إلى عمرو بن العاص. باختلاف يسير.
(2) هو حجر بن عدي بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين الكندي. وفد على النبي فأسلم، قتل سنة 51 أو 53 (الإصابة) (3) الاخبار الطوال ص 175: أزهر:
(4) ومما قاله:
أنا الغلام اليمني الكندي * قد لبس الديباج والافرندي أنا الشريف الأريحي المهدي * يا حكم بن أزهر بن فهد لقد أصبت غارتي وحدي * وكرتي وشدتي وجدي أثبت أقاتلك الغداة وحدي
(٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 ... » »»
الفهرست