كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٣ - الصفحة ٩٢
ثم خرج من بعده فارس من فرسان الشام يقال له عامر بن نوزة العامري على فرس له حتى وقف بين الجمعين ما يبين منه شيء لكثرة ما عليه من السلاح وهو يقول:
من ذا يبارز عامري الصابر * الماجد الطيب ثم الطاهر في الذروة العليا رهط عامر * ليس بكذاب ولا بفاجر في الذروة العليا رهط عامر * ليس بكذاب ولا بفاجر قال: فهم حجر بن عدي بالخروج إليه فسبقه الأشتر وهو يقول:
وافاك من طالبت يا عامر * فاثبت فأنت الفاجر الخاسر وأنت لا شك من الكوافر * وجاحد أنت برب قادر قال: فحمل عليه عامر والتقيا (1) للطعان، فطعنه الأشتر طعنة فتق بها درعه ووصل السنان إلى خاصرته فجدله قتيلا. قال وخرج آخر من أهل الشام فما نطق بحرف حتى شد عليه الأشتر فقتله، وخرج إليه آخر فقتله، حتى قتل جماعة.
قال: واشتد ذلك على معاوية، فأقبل على مروان بن الحكم فقال: ويحك يا مروان! إن الأشتر قد غمني (2) وأبلغ مني فأخرج إليه في هذه الخيل التي بين يديك فقاتله، فقال مروان بن الحكم. ادع لها عمرو بن العاص فإنه شعارك ودثارك، فقال معاوية وأنت (3) روحي دون جسدي، فقال: لو كنت عندك كذلك لألحقتني به في العطاء وألحقته بي في الحرمان، فقال: يا هذا! قنعني (4) الله عنك، فقال مروان:
أما إلى اليوم فلا.
ثم أقبل معاوية على عمرو فقال: يا أبا عبد الله! أحب أن تخرج إلى الأشتر في خيلك هذه التي معك، فقد غمني أمره في هذه اليوم، وقد قتل جماعة من فرسان الشام، فقال عمرو: إذا أخرج إليه ولا أقول كما قال مروان، فقال معاوية: وكيف تقول ذلك وقد قدمتك وأخرته وأدخلتك وأخرجته وأعطيتك وأحرمته! فقال عمرو:
ولا عليك يا معاوية! فوالله قدمتني كافيا وأدخلتني ناصرا (5).

(١) بالأصل: التقوا خطأ.
(٢) عن وقعة صفين ص ٤٣٩ وبالأصل: " أغمني ".
(٣) وقعة صفين: وأنت نفسي دون وريدي.
(٤) وقعة صفين: يغني الله عنك.
(٥) وقعة صفين: ناصحا.
(٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر وقعة الماء وهي أول وقعة صفين 5
2 ذكر الوقعة الثانية بصفين 14
3 ذكر ما جرى بعد ذلك من الكلام 51
4 حديث خالد بن المعمر السدوسي 55
5 ثم رجعنا إلى الخبر 56
6 حديث سودة بنت عمارة الهمذانية مع معاوية 59
7 ثم رجعنا إلى الخبر 61
8 حديث أم سنان المذحجية مع معاوية 65
9 ثم رجعنا إلى الخبر من صفين 68
10 ذكر ما جرى من المناظرة بين أبي نوح وذي الكلاع الحميري 71
11 ذكر ما كان بعد ذلك من القتال 81
12 حديث عدي بن حاتم الطائي مع معاوية 82
13 ثم رجعنا إلى الخبر 83
14 حديث الزرقاء بنت عدي الهمذانية مع معاوية 87
15 ثم رجعنا إلى الخبر 89
16 ثم رجعنا إلى الخبر 103
17 حديث عبد الله بن هاشم مع معاوية 124
18 ثم رجعنا إلى الخبر 126
19 ذكر مقتل عبيد الله بن عمر بن الخطاب 128
20 ذكر ما كان بعد ذلك من القتال 131
21 خبر عرار بن الأدهم 141
22 ذكر ما جرى من الكتب بين علي بن أبي طالب وبين معاوية وعمرو بن العاص وابن عباس لما عضهم سلاح أهل العراق 149
23 ذكر مقتل عمار بن ياسر رحمه الله 158
24 ذكر القوم الذين أنفذهم معاوية إلى علي بن أبي طالب يكلمونه في ضع الحرب 168
25 ذكر تحريض أمير المؤمنين علي بن أبي طالب على القتال 171
26 ذكر تحريض معاوية أصحابه على القتال 172
27 ذكر الواقعة الخميسية وهي وقعة لم يكن بصفين أشد منها وصفة ليلة الهرير 174
28 ذكر صفة ليلة الهرير 180
29 ذكر رفع المصاحف على رؤوس الرماح 181
30 ذكر امتناع القوم من القتال 182
31 ثم رجعنا إلى الخبر 188
32 ذكر ما كان بعد ذلك بينهم من المكاتبة 191