كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٣ - الصفحة ٤٥
إلا على ذات خصيل طاوية * أن يعد اليوم فكفي عالية قال: ورجع سعيد بن قيس إلى موقفه، وخرج الأشتر فجعل يجول في الميدان ويقول:
أرجو إلهي وأخاف ذنبي * وليس شيء مثل عفو ربي قل لابن هند (1) بعضكم في قلبي * أعظم من أحد ورب الحجب (2) قال: فخرج إليه عبيد الله (3) بن عمر بن الخطاب وهو يقول:
أنعي ابن عفان وأرجو ربي * ذاك الذي يخرجني من ذنبي إن ابن عفان عظيم الخطب * أعظم من أحد ورب الحجب إلا طعاني دونه وضربي * حسبي الذي أنوي به وحسبي قال: ثم دنا الأشتر وليس يعرفه، فقال له: من أنت أيها الفارس! فإني لا أبارز إلا كفؤا، قال: أنا مالك بن الحارث النخعي، قال: فصمت عبيد الله (3) بن عمر ساعة ثم قال: يا مالك! والله لو علمت أنك الداعي إلى البراز لما خرجت إليك، فإن رأيت أن أرجع عنك فعلت منعما، فقال الأشتر، ألا تخاف العار أن ترجع عني وأنا رجل من اليمن وأنت فتى من قريش؟ فقال: لا والله ما أخاف العار إذا رجعت عن مثلك، فقال له الأشتر: فارجع إذا ولا تخرج إلا إلى من تعرفه (4).
قال: فرجع عبيد الله بن عمر إلى معاوية مذعورا، فقال له معاوية: ما شأنك يا بن عمر؟ فقال: لا تسأل عن شيء فإني انفلت من مخاليب الأسد الأسود الأشتر النخعي، فقال معاوية: وهل هو إلا رجل مثلك! قال: فأخرج أنت إليه، فقال:
أما إنه لو كان واقفا في موضعه لخرجت إليه ولكنه قد انصرف إلى عسكره، وأنت تعلم أني قد برزت إلى سعيد بن قيس وهو نظير الأشتر في الشجاعة والشدة، فقال

(١) وقعة صفين ص ٤٣٠ يا بن الوليد.
(٢) الأرجاز في وقعة صفين ونسبها إلى عدي بن حاتم.
(٣) بالأصل " عبد الله " خطأ.
(٤) كذا بالأصل، وفي مروج الذهب ٢ / ٤٢٢ " انصرف عنه عبيد الله ولم يبارزه " وفي وقعة صفين ص ٤٣٠ " فحمل عليه الأشتر فطعنه، واشتد الأمر، وانصرف القوم وللأشتر الفضل، فغم ذلك معاوية " وانظر الأخبار الطوال ص ١٧٧.
(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر وقعة الماء وهي أول وقعة صفين 5
2 ذكر الوقعة الثانية بصفين 14
3 ذكر ما جرى بعد ذلك من الكلام 51
4 حديث خالد بن المعمر السدوسي 55
5 ثم رجعنا إلى الخبر 56
6 حديث سودة بنت عمارة الهمذانية مع معاوية 59
7 ثم رجعنا إلى الخبر 61
8 حديث أم سنان المذحجية مع معاوية 65
9 ثم رجعنا إلى الخبر من صفين 68
10 ذكر ما جرى من المناظرة بين أبي نوح وذي الكلاع الحميري 71
11 ذكر ما كان بعد ذلك من القتال 81
12 حديث عدي بن حاتم الطائي مع معاوية 82
13 ثم رجعنا إلى الخبر 83
14 حديث الزرقاء بنت عدي الهمذانية مع معاوية 87
15 ثم رجعنا إلى الخبر 89
16 ثم رجعنا إلى الخبر 103
17 حديث عبد الله بن هاشم مع معاوية 124
18 ثم رجعنا إلى الخبر 126
19 ذكر مقتل عبيد الله بن عمر بن الخطاب 128
20 ذكر ما كان بعد ذلك من القتال 131
21 خبر عرار بن الأدهم 141
22 ذكر ما جرى من الكتب بين علي بن أبي طالب وبين معاوية وعمرو بن العاص وابن عباس لما عضهم سلاح أهل العراق 149
23 ذكر مقتل عمار بن ياسر رحمه الله 158
24 ذكر القوم الذين أنفذهم معاوية إلى علي بن أبي طالب يكلمونه في ضع الحرب 168
25 ذكر تحريض أمير المؤمنين علي بن أبي طالب على القتال 171
26 ذكر تحريض معاوية أصحابه على القتال 172
27 ذكر الواقعة الخميسية وهي وقعة لم يكن بصفين أشد منها وصفة ليلة الهرير 174
28 ذكر صفة ليلة الهرير 180
29 ذكر رفع المصاحف على رؤوس الرماح 181
30 ذكر امتناع القوم من القتال 182
31 ثم رجعنا إلى الخبر 188
32 ذكر ما كان بعد ذلك بينهم من المكاتبة 191