من قول عمرو أنشأ يقول:
يا عمرو إنك قد قشرت لي العصا * برضاك في وسط العجاج برازي يا عمرو إنك قد أشرت بظنة * إن المبارز كالجدي النازي ما للملوك وللبراز وإنما * حسب المبارز حفظه من بازي (1) فقلت أعدت فقلت مزحة مازح * حتى جزاك بما نويت الجازي (2) ولقد كشفت قناعها مذمومة * ولقد لبست لها ثياب الحازي قال: ثم تنكر علي وخرج حتى وقف في ميدان الحرب ودعا للبراز، فخرج إليه عمرو بن العاص وهو لم يعرفه، قال وعرفه علي فاطرد بين يديه لكي يخرجه من صفوف أهل الشام، قال: وتبعه عمرو وهو يقول:
يا قادة الكوفة من أهل الفتن * يا قاتلي عثمان ذاك المؤتمن كفى بهذا حزنا من الحزن * أضربكم ولا أرى أبا الحسن (3) قال: فرجع علي وهو يقول (4):
أنا الغلام القرشي المؤتمن * الماجد الأبلج ليث كالشطن ترضى بي السادة من أهل اليمن * من ساكن نجد ومن أهل عدن أبو حسين فاعلمن أبو الحسن قال: فلما سمع عمرو كلام علي وشعره ولى ركضا، وتبعه علي فطعنه طعنة وقعت الطعنة في فصول الذراع فأكفأه عن فرسه، فسقط عمرو على قفاه من ضربة علي ورفع رجليه فبدت سوءته، وصرف علي وجهه عنه وانصرف إلى عسكره.
وأقبل عمرو إلى معاوية ومعاوية يضحك، فقال له عمرو: ما يضحكك يا معاوية؟ قال: ضحكت والله من حملة أبي الحسن عليك وكشفك لسوءتك، فوالله