كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٣ - الصفحة ٣١
فدلاك عمرو والحوادث جمة * غرورا وما أجرت عليك المقادر وظن حريث أن عمرا نصيحه * وقد يهلك الانسان إن لم يحاذر أيركب عمرو رأسه خوف نفسه * ويصلى حريثا إنه لمماكر (1) قال: واشتبكت الحرب وذهب علي رضي الله عنه ليطعن رجلا من أهل الشام فهرب الشامي من بين يدي علي، وحمل عمرو بن الحصين على علي من ورائه ليطعنه، فحمل سعيد بن قيس على ابن الحصين فطعنه طعنة قتله، وانفلت علي فصار إلى أصحابه.
قال: وجزع معاوية على ابن الحصين جزعا شديدا لأنه كان من فرسان أهل الشام.
قال: فأنشأ الهمذاني يقول شعرا يفضل فيه عليا رضي الله عنه على معاوية، فبلغ ذلك معاوية، فدعا بذي الكلاع الحميري فضم إليه خيلا عظيمة من يحصب وكندة ولخم وجذام ثم قال: اخرج واقصد بحربك همذان خاصة، قال: فخرج ذو الكلاع في ألف رجل من قبائل اليمن، ونظر إليهم علي رضي الله عنه فعلم أنه عيون القبائل، فنادى بأعلى صوته: يا آل همذان! فأجابوه: لبيك لبيك يا أمير المؤمنين!
فقال: عليكم بهذه الخيل، فإن معاوية قصدكم بها خاصة دون غيركم.
قال: فصاح سعيد بن قيس بقومه من همذان، فجمعهم قبيلة واحدة ثم إنه أوصاهم، وحمل وحملت معه قبائل همذان، واختلطت القوم واشتبك القتال ساعة، ثم حطمتهم خيل همذان فقذفتهم إلى حريم معاوية وقد قتل منهم مقتلة عظيمة، وجاء الليل فحجز بين الفريقين.
قال: فجمع علي قبائل همذان بين يديه ثم أقبل عليهم فقال لهم: أنتم درعي ورمحي وسناني وجنتي! والله لو كانت الجنة في يدي لأدخلتكم إياها خاصة يا معشر همذان! فقال سعيد بن قيس: والله يا أمير المؤمنين ما نصرنا إلا لله ولا أجبنا غيره، ولقد قاتلنا مع من ليس له مثل سابقتك ولا قرابتك، فارم بنا حيث شئت وأين أحببت فنحن لك سامعون مطيعون، قال: فعندها أنشأ علي رضي الله عنه أبياتا يقول:
ولما رأيت الخيل تقرع بالقنا * فوارسها حمر العيون دوامي

(١) وقعة صفين: خوف سيفه... إنه لفرافر.
(٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر وقعة الماء وهي أول وقعة صفين 5
2 ذكر الوقعة الثانية بصفين 14
3 ذكر ما جرى بعد ذلك من الكلام 51
4 حديث خالد بن المعمر السدوسي 55
5 ثم رجعنا إلى الخبر 56
6 حديث سودة بنت عمارة الهمذانية مع معاوية 59
7 ثم رجعنا إلى الخبر 61
8 حديث أم سنان المذحجية مع معاوية 65
9 ثم رجعنا إلى الخبر من صفين 68
10 ذكر ما جرى من المناظرة بين أبي نوح وذي الكلاع الحميري 71
11 ذكر ما كان بعد ذلك من القتال 81
12 حديث عدي بن حاتم الطائي مع معاوية 82
13 ثم رجعنا إلى الخبر 83
14 حديث الزرقاء بنت عدي الهمذانية مع معاوية 87
15 ثم رجعنا إلى الخبر 89
16 ثم رجعنا إلى الخبر 103
17 حديث عبد الله بن هاشم مع معاوية 124
18 ثم رجعنا إلى الخبر 126
19 ذكر مقتل عبيد الله بن عمر بن الخطاب 128
20 ذكر ما كان بعد ذلك من القتال 131
21 خبر عرار بن الأدهم 141
22 ذكر ما جرى من الكتب بين علي بن أبي طالب وبين معاوية وعمرو بن العاص وابن عباس لما عضهم سلاح أهل العراق 149
23 ذكر مقتل عمار بن ياسر رحمه الله 158
24 ذكر القوم الذين أنفذهم معاوية إلى علي بن أبي طالب يكلمونه في ضع الحرب 168
25 ذكر تحريض أمير المؤمنين علي بن أبي طالب على القتال 171
26 ذكر تحريض معاوية أصحابه على القتال 172
27 ذكر الواقعة الخميسية وهي وقعة لم يكن بصفين أشد منها وصفة ليلة الهرير 174
28 ذكر صفة ليلة الهرير 180
29 ذكر رفع المصاحف على رؤوس الرماح 181
30 ذكر امتناع القوم من القتال 182
31 ثم رجعنا إلى الخبر 188
32 ذكر ما كان بعد ذلك بينهم من المكاتبة 191