كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٣ - الصفحة ١٦٢
أهل الصلاة قتلناهم ببغيهم * والمشركون قتلناهم بما جحدوا حتى تطيعوا عليا إن طاعته * دين عليه يثيب الواحد الصمد من ذا له في قريش مثل حالته * في كل معمعة أو مثله أحد لو عدد الناس ما فيه لما برحت * تثني الخناصر حتى ينفذ العدد هلا سألت بنا والخيل سائحة (1) * تحت العجاجة والفرسان تطرد و خيل كلب ولخم قد أضر بها * وقاعنا (2) إذ غدوا للموت فاجتلدوا من كان أصبر فيها عند أزمتها * إذ الدماء على أجسادها جسدوا (3) قال: وجزع أهل الشام على قتلاهم جزعا شديدا، فقال معاوية بن حديج (4) الكندي: يا أهل الشام! قبح الله العيش بعد حوشب وذي الكلاع، والله لو ظفرنا بأهل العراق بعد هلاكهما (5) بغير مؤنة لما كان ظفرا، فقال يزيد بن أنس: صدقت يا بن حديج (4) أو تبكي على قتيل إلى أن تنجلي هذه الفتنة، فإن يكن الأمر لنا فأوينا و بكينا، وإن كان لغيرنا فأحرى أن لا نبكي على أحد. قال: وبلغ ذلك معاوية، فأرسل إلى وجوه أهل الشام فجمعهم ثم قال: يا أهل الشام! إنكم لستم أحق بالجزع على قتلاكم من أهل العراق على قتلاهم، والله ما ذو الكلاع فيكم بأجل (6) من عمار بن ياسر فيهم، ولا حوشب ذو الظليم فيكم بأعظم من هاشم بن عتبة، ولا عبيد الله بن عمر بن الخطاب فيكم بأعظم من عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي فيهم، وما الرجال إلا أشباه، وما التمحيص إلا من عند الله، فأبشروا فإن الله تبارك و تعالى قد قتل من القوم ثلاثة وبقي ثلاثة، قتل عمار بن ياسر وكان فارسهم (7)، وقتل هاشم بن عتبة وكان جمرتهم، وقتل عبد الله بن بديل وكان فاعل الأفاعيل، وبقي الأشتر والأشعث وعدي بن حاتم والله قاتلهم غدا إن شاء الله. قال: فقال معاوية بن حديج: يا معاوية! إن تكن الرجال عندك أشباها فليست عندنا كذلك. قال وغضب

(١) في وقعة صفين: شاحبة.
(٢) الوقاع: المقاتلة.
(٣) وقعة صفين: " على أبدنها جسد " وهذا الأبيات الثلاثة نسبت منه إلى عرفجة بن أبرد الخشني.
(٤) عن وقعة صفين ص ٤٥٥، وبالأصل " جريج " تحريف.
(٥) بالأصل " هلاكهم " وفي وقعة صفين: " قتلهما ".
(٦) وقعة صفين ص ٤٥٥: بأعظم.
(٧) وقعة صفين: فتاهم.
(١٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر وقعة الماء وهي أول وقعة صفين 5
2 ذكر الوقعة الثانية بصفين 14
3 ذكر ما جرى بعد ذلك من الكلام 51
4 حديث خالد بن المعمر السدوسي 55
5 ثم رجعنا إلى الخبر 56
6 حديث سودة بنت عمارة الهمذانية مع معاوية 59
7 ثم رجعنا إلى الخبر 61
8 حديث أم سنان المذحجية مع معاوية 65
9 ثم رجعنا إلى الخبر من صفين 68
10 ذكر ما جرى من المناظرة بين أبي نوح وذي الكلاع الحميري 71
11 ذكر ما كان بعد ذلك من القتال 81
12 حديث عدي بن حاتم الطائي مع معاوية 82
13 ثم رجعنا إلى الخبر 83
14 حديث الزرقاء بنت عدي الهمذانية مع معاوية 87
15 ثم رجعنا إلى الخبر 89
16 ثم رجعنا إلى الخبر 103
17 حديث عبد الله بن هاشم مع معاوية 124
18 ثم رجعنا إلى الخبر 126
19 ذكر مقتل عبيد الله بن عمر بن الخطاب 128
20 ذكر ما كان بعد ذلك من القتال 131
21 خبر عرار بن الأدهم 141
22 ذكر ما جرى من الكتب بين علي بن أبي طالب وبين معاوية وعمرو بن العاص وابن عباس لما عضهم سلاح أهل العراق 149
23 ذكر مقتل عمار بن ياسر رحمه الله 158
24 ذكر القوم الذين أنفذهم معاوية إلى علي بن أبي طالب يكلمونه في ضع الحرب 168
25 ذكر تحريض أمير المؤمنين علي بن أبي طالب على القتال 171
26 ذكر تحريض معاوية أصحابه على القتال 172
27 ذكر الواقعة الخميسية وهي وقعة لم يكن بصفين أشد منها وصفة ليلة الهرير 174
28 ذكر صفة ليلة الهرير 180
29 ذكر رفع المصاحف على رؤوس الرماح 181
30 ذكر امتناع القوم من القتال 182
31 ثم رجعنا إلى الخبر 188
32 ذكر ما كان بعد ذلك بينهم من المكاتبة 191