الجرائم وقد أذنوا وصلوا ووضعوا السلاح وأسلموا وقد قال الله عز وجل (ولا تقولوا لمن القى إليكم السلام لست مؤمنا). وقال سبحانه: (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) السورة 26 الآية 227، وهل هناك ظلم وبغي وأذى أفضح مما قاموا به؟، ماذا يجيب خالد على كل هذه الأسئلة وحسبه أنه يقول إنهم كفروا ولكنهم ألم يؤذنوا ويصلوا وآمنوا وقالوا إننا مسلمون. على أنهم باعتراف الجميع وأخص منهم عمر وأبا بكر أنهم لم يرتدوا ولكن لنفرض أنهم ارتدوا وعادوا وإني لأذكر الآيتين التاليتين وترى أين فرض الله عليهم القتل والإحراق والسبي والتعرض لأعراضهم (كيف يهدي الله قوما كفروا بعد ايمانهم...) (إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فان الله غفور رحيم) السورة الثالثة، الآيتان 86 و 89 وقوله تعالى (ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما) السورة 4 الآية 110.
ألم يحذر الله المسلمين ألا يعملوا شيئا قبل أن يتحققوا من حقيقة الأمر وذلك في جميع الأمور والتعرضات فكيف في أشدها. قال الله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) الآية 6 من السورة 49.
فويل لمن اجترح الآثام والكبائر ثم رمى عن نفسه تلك تخلصا فقد جاء بإثم عظيم قال تعالى (ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا) السورة 4 والآية 112. كيف يستطيع الأفراد الذين امروا بعمل المنكر ومن عمله ومن رضي به ومن أباحه ومن هيأه وأعان عليه شركاء الاثم والجناية كلهم. إن استطاعوا أن يتخلصوا به أمام الناس كيف بهم يوم الحساب، (يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون) الآية 24 من السورة 24 ولا شك وأن الناس على دين ملوكهم وكما جاء في الآية الكريمة: (وإن الظالمين