اعمالهم المنكرة المخالفة للنصوص، فبماذا تحكم عليهم، ولا أستطيع القول لمن أراد تبرئتهم إلا وقد شمله ما شملهم من العقاب لأنهم ساروا نفس مسير الظلم الذي سار عليه من أسس أساسه. أليس أبو بكر وعمر هما اللذان خالفا نص الوصاية وصاية رسول الله في علي كما مر في موارد متواترة وغصبا منصب الخلافة وغصبا فدكا، وامام الحجج الداحضة يصعد أبو بكر منبر رسول الله ويسب وصي رسول الله وبضعته الطاهرة بقوله: (ثعلب يستشهد بذيله) يقصد عليا وفاطمة وسيرد ذلك مفصلا. وللاختصار أرجو من القارئ الكريم ان يرجع لما كتبه ابن أبي الحديد الشافعي المعتزلي ص 8 ج 4 في شرح نهج البلاغة في تلك العبارات المهينة التي وجهها أبو بكر على منبر رسول الله لعلي وفاطمة ليقابل بها بقوته قوة استدلالهم لأنه عجز امام المنطق فعاد للقوة والقسر.
لقد قام علي (عليه السلام) بعد أن نزلت فاطمة، وبعد خطبتها العصماء وخاطب أبا بكر قائلا: " لماذا سلبت حق فاطمة من ميراث أبيها بالرغم من أنهما كانت مالكة لذلك في حياة أبيها " وعوض أن يجيب على سؤاله حور ذلك تحويرا أخرجه عن حقيقته وقال: ان فدكا هي للمسلمين فإن كان لها شاهد فلتقدمه فإن كان ملكها فأعطيها إياها وإلا أحرمها. فقال علي (عليه السلام) " أتحكم فينا بغير ما تحكم في المسلمين؟ الم يقل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) البينة على من ادعى واليمين على من أنكر " أي ان المدعي هو أبو بكر وعليه ان يقيم البينة لا فاطمة التي هي المتصرفة، فاطمة الطاهرة المنزهة في آية التطهير: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) وقال علي (عليه السلام): لو أن شاهدين شهدا على فاطمة بفاحشة ما كنت صانعا بها، قال أقيم عليها الحد كسائر النساء. قال علي (عليه السلام) كنت إذا عند الله من الكافرين لأنك رددت شهادة الله لها بالطهارة حيث قال: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). ألم تنزل فينا هذه الآية؟ فأجاب: بلى،