إليه المسلمين وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، طبعا بعد أن قال: ألست أولى بالمسلمين من أنفسهم وهذه أقصى حدود الولاية، فلما قالوا: نعم، قال: فاسمعوا وليخبر الشاهد الغائب: من كنت مولاه فعلي مولاه، وكيف لا يكون علي كذلك وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد الدخول فعليه ان يدخلها من بابها، وقال: ان عليا مني بمنزلة هارون من موسى وقال: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وهذه جميعها متواترة وفي الصحاح الستة، كما ندم أبو بكر على دخول بيت فاطمة واغضابها وانها ماتت وهي غضبى منه ومن عمر بعد أن قال رسول الله: ان فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله. وهذا الحديث المتواتر عند السنة والشيعة والآية القرآنية (ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله ورسوله)، والى آخر الآية كما له الحق ان يتأثر من التخلف عن جيش أسامة بعد أن سمع رسول الله وهو يقول: " لعن الله من تخلف عن جيش أسامة " وهذه لم تكن إلا نزرا مما عمله مع علي وفاطمة وآل البيت الذين نزلت فيهم الآيات الجمة منها آية التطهير ومنها آية المباهلة وجميع اعمال أبي بكر سلسلة واحدة تتصل بأمر الخلافة والوصاية وهو ظلم حمله الأمة الاسلامية بغصبه مقعد الخلافة غصبا. والظلم ليس ناتجا عن الامارة التي اغتصبها من آل الرسول كلا، بل الظلم انما هو المحرومية التي أصابت الأمة الاسلامية من العلم والعدل والتقوى، والاخلاص الذي أوصى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا ابدا ولهذا ترى السنن المتضاربة، والمذاهب المختلفة والروايات المتناقضة في مسألة واحدة وترى عجز الخليفة الأول والثاني والثالث عن أجوبة الأسئلة الملقاة عليهم وترى عجز عمر الذي بقي مدة أطول على الخلافة كلما داهمته مسألة عويصة، طلب تفسيرها من علي، وكم مرة قال:
لولا علي لهلك عمر. ولم يكن أبو بكر خيرا منه لا في التأويل ولا في الاجتهاد،