وذكائه ومنطقه حينما قبل منه قوله ونصبه أخاه ووصيه وخليفته، وان هذا كان قبل أن يؤمن أحد من عشيرته وهم الذين أنذرهم قبل كل فرد.
وتمر سبع سنوات على إيمان علي، وبعد ايمان ما يقارب نحوا من خمسين صحابيا، يؤمن أبو بكر (1) وهو آنذاك يقل عن رسول الله سنتين وعمره 45 سنة، وقبلها كان كباقي قريش يعبد الأوثان، وهنا نعرف ان أبا بكر سابقته في الجاهلية وتأصله في الشرك كان أطول منهما في الاسلام، ولكن بعدها قبل دين الاسلام واحكم هذه الصلة بالاسلام ورسول الله بتزويجه عائشة من رسول الله بعد وفاة زوجته الحنون المخلصة خديجة الكبرى، وصلة الزواج لها اثر عميق في الصلة، والنساء كما قيل يقربن البعيد ويبعدن القريب، وهكذا كانت عائشة بدخولها لبيت رسول الله قربت أباها أكثر فأكثر حتى زاد رهق قريش للمسلمين فاضطر رسول الله بعد هجرة أغلبية أصحابه الذين آمنوا، إلى أن يهاجر هو نفسه وقد بلغ حنق قريش أقصاه، وأجمعوا على قتله، فصمم نفسه على الهجرة وقد هاجر أصحابه المخلصون من المسلمين للمدينة ودعوه إليهم، وكان آنذاك أبو بكر في مكة وإذا علمت قريش فسوف تحول دون سفره بعد أن صمموا على قتله فلا بد له من السفر ولا بد له من اغفالهم وان يترك شخصا ينام محله ويلتحف بغطائه خلال المدة التي يكون قد خرج من مكة إلى محل آمن ولا شك ان الذي يقوم بهذه التضحية بالنوم مكان رسول الله قد عرض نفسه للقتل، إذ أن قريشا بعد تصميمهم على قتله ربما جردوا سيوفهم وهووا بها عليه وهو مغطى دون التحقق من انه هو أم لا وحتى لو عرفوه فسوف يقتلونه لما أداه من الاخلاص لألد أعدائهم، ومن هذا الذي يقي رسول الله بنفسه، ويعرض نفسه للإهانة والنكاية إلا من عم الايمان كل جذور قلبه وهو علي بن أبي طالب (عليه السلام) والذي قدم نفسه قربانا لابن عمه بل أخيه وأبي زوجته،