أبي عثمان النهدي، عن عبيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن امرأتين صامتا على عهد رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم وأن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله إن هاهنا امرأتين صامتا، وإنهما قد كادتا تموتان من العطش قال: فأعرض عنه أو سكت، ثم عاد قال: أراه قال بالهاجرة فقال: يا نبي الله إنهما والله قد ماتتا أو كادتا تموتان، فقال: ادعهما، فجاءتا، قال: فجئ بقدح أو عس فقال لإحداهما: قيئي، فقاءت من قيح ودم وصديد حتى قاءت نصف القدح ثم قال: قيئي، فقاءت قيحا ودما وصديدا ولحما عبيطا، وغيره حتى ملأت القدح، ثم إن هاتين المرأتين صامتا عما أحل الله لهما، وأفطرتا على ما حرم عليهما. فجلست إحداهما إلى الأخرى، فجعلتا تأكلان لحوم الناس، قال البيهقي: كذا قال عبيد وهو الصحيح.
وخرج أيضا من حديث مسدد بن مسهر قال: حدثنا يحيى بن سعيد عن عثمان بن غياث قال: حدثني رجل أظنه في حلقة أبي عثمان، عن سعد مولى رسول الله صلى عليه وسلم أنهم أمروا بصيام، فجاء رجل في بعض النهار، فقال: يا رسول الله! فلانة، وفلانة قد بلغتا الجهد، فأعرض عنه - مرتين أو ثلاثا، فقال:
ادعهما، فجاءتا بعس أو قدح - لا أدري أيهما، قال، فقال لإحداهما: قيئي، فقاءت لحما عبيطا ودما، وقال للأخرى: (1) قيئي مثل ذلك فقال: إن هاتين صامتا عما أحل لهما، وأفطرتا على ما حرم عليهما، أتت إحداهما الأخرى، فلم يريا إلا (2) يأكلان لحوم الناس حتى امتلأت أجوافهما قيحا، كذلك قال سعد، والأول أصح. * * *