العين نائمة والقلب يقظان، فقالوا: مثله كمثل رجل بنى دارا، وجعل فيها مأدبة، وبعث داعيا، فمن أجاب الداعي، دخل الدار، وأكل من المأدبة، ومن لم يجب الداعي، لم يدخل الدار، ولم يأكل من المأدبة، فقالوا: أولوها بفقهها، فقالوا: فالدار، الجنة، والداعي، محمد صلى الله عليه وسلم، فمن أطاع محمدا فقط أطاع الله، ومن عصى محمدا فقد عصى الله، ومحمد فرق بين الناس (1).
وخرج الحاكم (2) من طريق محمد بن فضيل، عن حصين، بن عبد الرحمن عن ابن أبي ليلى، عن أبي أيوب رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إني رأيت في المنام غنما سودا، يتبعها غنم عفر، يا أبا بكر، أعبرها، فقال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله، هي العرب تتبعك، ثم تتبعها العجم حتى تغمرها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هكذا عبرها الملك سحرا.
وخرج من حديث عبد الرحمن، عن عبد الله بن دينار، عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيت غنما كثيرة سوداء، دخلت فيها غنما كثيرة بيض، قالوا: فما أولته يا رسول الله؟
قال: [العجم يشركونكم في دينكم وأنسابكم، قالوا: العجم يا رسول الله؟
قال: لو كان الإيمان معلقا بالثريا لناله رجال من العجم وأسعدهم به الناس] (3). قال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط البخاري