عثمان ونالوا منه أقبح ما نيل من أحد وليس أحد من الصحابة ينهي ولا يذب إلا نفر منهم زيد بن ثابت وأبو أسيد الساعدي وكعب بن مالك وحسان بن ثابت فاجتمع الناس فكلموا علي بن أبي طالب فدخل على عثمان فقال له الناس ورائي وقد كلموني فيك والله ما أدري ما أقول لك ولا أعرف شيئا تجهله ولا أدلك على أمر لا تعرفه إنك لتعلم ما أعلم ما سبقناك إلى شيء فنخبرك عنه ولا خلونا بشيء فنبلغكه وما خصصنا بأمر دونك وقد رأيت وصحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعت منه ونلت صهره وما ابن أبي قحافة بأولي بالعمل منك بالحق ولا ابن الخطاب بأولي شيء من الخير منك وأنت أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رحما ولقد نلت من صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم ينالاه وما سبقناك إلى شيء فالله الله في نفسك فإنك والله ما تبصر من عمي ولا تعلم من جهالة وإن الطريق لواضح بين وإن أعلام الدين لقائمة اعلم يا عثمان أن أفضل عباد الله عند الله إمام عادل هدي وهدي فأقام سنة معلومة وأمات بدعة متروكة فوالله إن كلا لبين وإن السنن لقائمة لها أعلام وإن البدع قائمة لها أعلام وإن شر الناس عند الله إمام جائر ضل وأضل فأمات سنة معلومة وأحيا بدعة متروكة وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يؤتي يوم القيامة بالإمام الجائر وليس معه نصير ولا عاذر فيلقي في جهنم فيدور في جهنم كما تدور الرحى ثم يرتطم في غمرة جهنم وإني أحذرك الله وسطواته ونقماته فإن عذابه شديد أليم وأحذرك أن تكون إمام هذه الأمة الذي يقتل فيفتح عليها القتل والقتال إلى يوم القيامة ويلبس أمورها عليها ويتركها شيعا لا يبصرون الحق لعلو الباطل يموجون فيها موجا ويمرجون فيها مرجا.
فقال عثمان قد علمت والله ليقولن الذي قلت أما والله لو كنت مكاني ما عنفتك ولا أسلمتك ولا عبت عليك ولا جئت منكرا أن وصلت رحما