(لعن الذين كفروا من بني إسرائيل) إلى قوله: (لبئس ما كانوا يفعلون) إني نكبت قرني، وأخذت سهمي الفالج، وأخذت لطلحة بن عبيد الله ما ارتضيت لنفسي، فأنا به كفيل، وبما أعطيت عنه زعيم، والأمر إليك يا بن عوف بجهد النفس، وقصد النصح، وعلى الله قصد السبيل، وإليه الرجوع، وأستغفر الله لي ولكم، وأعوذ بالله من مخالفتكم.
ثم تكلم علي بن أبي طالب فقال: الحمد لله الذي بعث محمدا منا نبيا، وبعثه إلينا رسولا فنحن بيت النبوة، ومعدن الحكمة، وأمان أهل الأرض، ونجاة لمن طلب، لنا حق إن نعطه نأخذه، وإن نمنعه نركب أعجاز الإبل ولو طال السري، لو عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم عهدا لأنفذنا عهده، ولو قال لنا قولا لجادلنا علمه حتى نموت، لن يسرع أحد قبلي إلى دعوة حق وصلة رحم، لا حول ولا قوة إلا بالله، اسمعوا كلامي وعوا منطقي، عسى أن تروا هذا الأمر بعد هذا المجمع تنتضي فيه السيوف، وتخان فيه العهود، حتى تكونوا جماعة ويكون بعضكم أئمة لأهل الضلالة، وشيعة لأهل الجهالة. ثم قال:
فإن تك جاسم هلكت فإني * بما فعلت بنو عبد بن ضخم مطيع في الهواجر كل غي * بصير بالنوى من كل نجم