فرجعوا وتفرقوا عن ذي خشب وذي المروة والأعوص إلى عسكرهم ليتفرق أهل المدينة ثم يرجعوا إليهم فلما بلغوا عسكرهم تفرق أهل المدينة فرجعوا بهم فلم يشعر أهل المدينة إلا والتكبير في نواحيها ونزلوها وأحاطوا بعثمان وقالوا من كف يده فهو آمن. وصلي عثمان بالناس أياما ولزم الناس بيوتهم ولم يمنعوا الناس من كلامه وأتاهم أهل المدينة وفيهم علي فقال لهم ما ردكم بعد ذهابكم فقالوا أخذنا مع بريد كتابا بقتلنا وأتى طلحة الكوفيين فسألهم عن عودهم فقالوا مثل ذلك وأتى الزبير البصريين فقالوا مثل ذلك وكل منهم يقول نحن نمنع إخواننا وننصرهم كأنما كانوا على ميعاد فقال لهم علي كيف علمتم يا أهل الكوفة ويا أهل البصرة بما لقي أهل مصر وقد سرتم مراحل حتى رجعتم علينا هذا والله أمر أبرم بليل فقالوا ضعوه كيف شئتم ولا حاجة لنا في هذا الرجل ليعتزل عنا وعثمان يصلي بهم وهو يصلون خلفه وهم أدق في عينه من التراب وكانوا لا يمنعون الناس من الاجتماع.
وكتب عثمان إلى أهل الأمصار يستنجدهم ويأمرهم بالحث للمنع عنه ويعرفهم ما الناس فيه فخرج أهل الأمصار على الصعب والذلول فبعث معاوية حبيب بن مسلمة الفهري وبعث عبد الله بن سعد معاوية بن حديج وخرج من الكوفة القعقاع بن عمرو وقام بالكوفة نفر يحضون على إعانة أهل المدينة منعم عقبة بن عامر وعبد الله بن أبي أوفي وحنظلة الكاتب وغيرهم من أصحاب النبي ومن التابعين مسروق والأسود وشريح وعبد الله بن عكيم وغيرهم وقام بالبصرة عمران بن حصين وأنس بن مالك وهشام بن عامر وغيرهم من الصحابة ومن التابعين كعب بن سور وهرم بن حيان وغيرهما وقام بالشام جماعة من الصحابة والتابعين وكذلك بمصر.
ولما جاءت الجمعة التي على أثر دخولهم المدينة خرج عثمان فصلي بالناس