الأشتر وأبو خشة الغفاري وجندب بن عبد الله [وجثامة] بن صعب بن جثامة وكانوا ممن شخص مع الوليد يعينونه فصاروا عليه فقال بعض شعراء الكوفة:
(فررت من الوليد إلي سعيد * كاهل الحجر إذ جزعوا فباروا) (يلينا من قريش كل عام * أمير محدث أو مستشار) (لنا نار نخوفها فنخشى * وليس لهم فلا يخشون نار) فلما وصل سعيد الكوفة صعد المنبر فحمد الله وأثني عليه ثم قال والله لقد بعثت إليكم وأني لكاره ولكني لم أجد بدا إذا أمرت أن أتمر إلا أن الفتنة قد أطلعت خطمها وعينيها ووالله لأضربن وجهها حتى أقمعها وتعييني وإني لرائد نفسي اليوم.
ثم نزل وسأل عن أهل الكوفة فعرف حال أهلها فكتب إلى عثمان أن أهل الكوفة قد اضطرب أمرهم وغلب أهل الشرف منهم والبيوتات والسابقة والغالب على تلك البلاد روادف قدمت وأعراب لحقت حتى لا ينظر إلى ذي شرف وبلاء من نابتتها ولا نازلتها.
فكتب إليه عثمان أما بعد ففضل أهل السابقة والقدمة ومن فتح الله عليه تلك البلاد وليكن من نزلها من غيرهم تبعا لهم إلا أن يكونوا تثاقلوا عن الحق وتركوا القيام به وقام به هؤلاء واحفظ لكل منزلته وأعطهم جميعا بقسطهم من الحق فإن المعرفة بالناس بها يصاب العدل.