عمته خديجة، وهي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشعب، فتعلق به وقال: والله لا تبرح حتى أفضحك. فجاء أبو البختري بن هشام فقال: مالك وله؟ عنده طعام لعمته أفتمنعه أن يحمله إليها؟ خل سبيله. فأبى أبو جهل فنال منه فضربه أبو البختري بلحى جمل فشجه ووطئه وطئا شديدا وحمزة ينظر إليهم وهم يكرهون أن يبلغ النبي ذلك فيشمت بهم هو والمسلمون ورسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الناس سرا وجهرا والوحي متتابع إليه فبقوا كذلك ثلاث سنين.
وقام في نقض الصحيفة نفر من قريش وكان أحسنهم بلاء فيه هشام بن عمرو بن الحارث بن عمرو بن لؤي وهو ابن أخي نضلة بن هشام بن عبد مناف لأمه. وكان يأتي بالبعير قد أوقر طعاما ليلا ويستقبل به الشعب ويخلع خطامه فيدخل الشعب فلما رأى ما هم فيه وطول المدة عليهم مشى إلى زهير بن أبي أمية بن المغيرة المخزومي أخي أم سلمة وكان شديد الغيرة على النبي والمسلمين وكانت أمه عاتكة بنت عبد المطلب فقال يا زهير أرضيت أن تأكل الطعام وتلبس الثياب وتنكح النساء وأخوالك حيث قد علمت أما إني أحلف بالله لو كانوا أخوال أبي الحكم يعني أبا جهل ثم دعوته إلى ما دعاك إليه ما أجابك أبدا فقال ماذا أصنع وإنما أنا رجل واحد والله لو كان معي رجل آخر لنقضتها فقال قد وجدت رجلا قال ومن هو قال أنا قال زهير أبغنا ثالثا فذهب إلى المطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف فقال له أرضيت أن يهلك بطنان من بني عبد مناف وأنت شاهد ذلك موافق فيه أما والله لئن أمكنتموهم من هذه لتجدنهم إليها منكم أسرع قال ما أصنع إنما أنا رجل واحد قال قد وجدت ثانيا قال من هو قال: أنا. قال: أبغنا ثالثا. قال: قد فعلت.