مراد وهمدان وقعة ظفرت [فيها] همدان وأكثروا القتلى في مراد، وكان يقال لذلك اليوم: يوم الرزم وكان رئيس همدان الأجدع بن مالك والد مسروق، وفي ذلك يقول فروة:
فإن نغلب فغلابون قدما * وإن نهزم فغير مهزمينا وما إن طبنا جبن ولكن * منايانا ودولة آخرينا كذاك الدهر دولته سجال * تكر صروفه حينا وحينا فبينا ما يسر به ويرضى * ولو لبست غضارته سنينا إذا انقلبت به كرات دهر * فألفى للأولى غبطوا طحينا ومن يغبط بريب الدهر منهم * يجد ريب الزمان له خونا فلو خلد الملوك إذن خلدنا * ولو بقي الكرام إذن بقينا فأفنى ذلكم سروات قوم * كما أفنى القرون الأولينا ولما توجه فروة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مفارقا لقومه قال:
لما رأيت ملوك كندة أعرضت * كالرجل خان الرجل عرق نسائها يممت راحلتي أؤم محمدا * أرجو فضائلها وحسن ثرائها فلما انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: يا فروة هل ساءك ما أصاب قومك يوم الرزم؟ فقال: يا رسول الله من ذا يصيب قومه مثل ما أصاب قومي ولم يسؤه ذلك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن ذلك لا يزيد قومك في الإسلام إلا خيرا، فاستعمله رسول الله صلى