أهل هيت يوم الأحد لثمان خلون من ذي الحجة من هذه السنة.
وكان عبر إليها من المساء هارون بن غريب الخال، وأبو العلاء سعيد بن حمدان، ويونس غلام الأصمعي وغيرهم من الأولياء. فكان القتال بينهم فوق السور واحترقت له عدة دبابات.
وعاد إلى معسكره وارتحل عنها يوم الاثنين صبيحة الوقعة إلى ناحية رحبة مالك بن طوق وارتفعت من معسكره نار عظيمة عند السحر قبل رحيله فظننا انه يريد معاودة الحرب وإذا هو قد ضرب ثقلته بالنار لكثرة الذرية والثقلة وقلة الظهر، وصار إلى الرحبة وعليها يومئذ أبو جعفر محمد بن عمرون التغلبي فافتتحها عنوة ونزلها وهي من الجانب الشأمي، وقرقيسيا وهي من الجانب الجزري، وبث منها السوارب إلى النواحي، منها سرية إلى كفرتوثا ورأس العين ونصيبين عليها الحسين بن علي بن سنبر الثقفي، ومعاذ الأعرابي الكلابي، فأوقعوا بالاعراب من تغلب والنمر وغيرهم من الحاضرة.
وقد كان أنفذ سليمان الجلي قبل ذلك إلى كفرتوثا لحمل الزاد والميرة إلى معسكره، وكان من ذوي النسك منهم والدراية بمذهبهم. وقد كلمت غير واحد من دعاتهم، وذوي المعرفة منهم، فلم أر مثله دراية وتحصيلا وتدينا بما هو عليه، وحسن اتقان للسياسة التي تكون مع الدعاة.
وكان أولا مع أبي زكريا البحراني، ثم صار مع أبي سعيد الجنابي وولده، ووجه بسرية له في نحو الفين، وقيل دون ذلك إلى الرقة، وهي على ثلاثين فرسخا من الرحبة.
وكان على السرية الحسين بن علي بن سنبر ومعاذ الكلابي أيضا، وكان نزولهما عليها يوم الأحد، لثمان بقين من جمادى الأولى سنة 316، وأميرها نجم غلام جنى الصفواني، فكان القتال بينهم يوم الثلاثاء والأربعاء، لخمس بقين من