عليه ضمانه فلقي رسول الله صلى الله عليه وسلم هوزان بأوطاس عليهم مالك بن عوف النصرى نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة ابن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار ودريد بن الصمة الجشمي جشم بن بكر ابن هوازن وكان أحد فرسان العرب وشجعانهم وهو يومئذ شيخ كبير ضرير، قيل قد جاوز المائتي سنة ليس فيه الا التيمن برأيه وكان من حضر ذلك اليوم من هوزان نصر وجشم أبناء معاوية بن بكر بن هوزان وسعد بن بكر بن هوزان ونفر من بنى هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوزان ولم يحضرها أحد من بنى نمير ولد عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر ابن هوزان، ولا من كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، ولا من ولد كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة وهم عقيل والحريش وقشير وجعدة وعبد الله وحبيب بنو كعب فهزمهم الله وغنم رسوله أموالهم وذراريهم، وقتل دريد بن الصمة يومئذ في نحو من مائة وخمسين رجلا من هوزان، وهرب مالك بن عوف.
ثم غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رجب تبوك مما يلي دمشق من أرض الشأم، وبين تبوك والمدينة تسعون فرسخا، وذلك مسيرة اثنتي عشرة ليلة وكان معه في هذه الغزاة ثلاثون ألفا، الخيل عشرة آلاف، والإبل اثنا عشر ألف بعير، ويسمي جيش العسرة لأنهم أمروا بالخروج لما طابت الثمار واشتد الحر وطاب لهم الظلال، وشق عليهم الخروج لبعد المسافة، وعسرة من الماء، وعسرة من النفقة والظهر، وحث رسول الله صلى الله عليه وسلم الأغنياء على النفقة والحملان، فصار إلى تبوك، فأقام بها بضع عشرة ليلة، وقيل عشرين، يصلى ركعتين ركعتين، وعاد إلى المدينة وكان استخلف عليها علي بن أبي طالب وقد ذهب قوم إلى أنه استخلف عليها أبا رهم الغفاري وعلى أهله علي بن أبي طالب، وقيل بل استخلف عليها بن أم مكتوم، وقيل محمد بن مسلمة، وقيل سباع