الغساني، فقتل زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب بعد أن عرقب فرسه، وهو أول فرس عرقبت في الاسلام وجرح نيفا وتسعين جراحة كلها في مقادمه، وعبد الله ابن رواحة ورجع خالد بن الوليد بالناس.
ثم سرية عمرو بن العاص في جمادى الآخرة إلى ذات السلاسل وراء وادى القرى بينها وبين المدينة عشرة أيام، فلقيه جموع الروم ومتنصرة العرب فاستمد النبي صلى الله عليه وسلم فأمده بسرية فيها أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنهم، وكان لعمرو في هذه السرية أفعال أنكرت عليه منها صلاته بالناس جنبا، ومنعه إيقاد النار مع حاجتهم إليها لشدة القر وكثرة الجراح وغير ذلك، وبلغ النبي صلى الله عليه وسلم ما فعل فأجازه لما ذكر فيه من المصلحة للجيش.
ثم سرية أبى عبيدة بن الجراح في رجب إلى أرض جهينة بناحية البحر بينها وبين المدينة خمس ليال.
ثم سرية أبى قتادة النعمان بن ربعي الأنصاري ثم الخزرجي في شعبان إلى خضرة أرض محارب بنجد.
ثم سرية أبى قتادة أيضا في هذا الشهر إلى بطن إضم بين ذي خشب وذي المروة بينها وبين المدينة ثلاثة برد ثم غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وهي غزوة الفتح سار إليها لثلاث ليال خلون من شهر رمضان في عشرة آلاف من المسلمين فدخلها، وكان استخلف على المدينة أبا رهم الغفاري.
قال المسعودي: وتنوزع في دخوله أصلحا كان أم عنوة فقال أبو عمرو عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي من الأوازع من حمير في آخرين من أهل الشأم وأهل العراق وغيرهم من أهل الظاهر كأبي سليمان داود بن علي الأصبهاني وغيره