ثم سرية زيد بن حارثة في شهر رمضان إلى أم قرفة، وهي فاطمة ابنة ربيعة ابن زيد الفزارية، وكانت بنواحي وادى القرى على سبع ليال من المدينة، فهزم فزارة وقتل أم قرفة.
ثم سرية عبد الله بن عتيك في هذا الشهر إلى أبى رافع سلام بن أبي الحقيق النضري بخيبر فقتله ثم سرية عبد الله بن رواحة الأنصاري من بنى كعب بن الحارث بن الخزرج إلى أسير بن رزام اليهودي بخيبر فقتله ثم سرية كرز بن جابر الفهري في شوال إلى العرنيين الذين ارتدوا عن الاسلام وقتلوا راعى رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستاقوا الإبل. وذلك بالموضع المعروف بذى الجدر بناحية قباء قريب من عين على ستة أميال من المدينة، فأتى بهم فسملت أعينهم، وقطعت أيديهم وأرجلهم على ما في هذا الخبر من التنازع بين فقهاء الأمصار في معناه، وفى آية المحاربة وأحكام المحاربين وحدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكشي عن أبي النعمان عارم بن الفضل السدوسي وسليمان بن حرب بن عثم عن حماد بن زيد.
وحدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا سليمان بن حرب عن حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس بن مالك الأنصاري أن قوما من عكل أو عرينة قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجتووا المدينة. فأمر لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بلقاح، وأمرهم أن يشربوا من ألبانها وأبوالها فانطلقوا فلما صحوا قتلوا رعاة رسول الله صلى الله عليه وسلم واستاقوا النعم فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر من أول النهار فأرسل في طلبهم، فما ارتفع النهار حتى أتى بهم، فقطعت أيديهم وأرجلهم، وسملت أعينهم، وألقوا بالحرة، فيستسقون فلا يسقون حتى ماتوا