ثم غزوته صلى الله عليه وسلم قريظة من اليهود لمظاهرتهم قريشا عليه، سار إليهم عند منصرفه من الخندق، وذلك لسبع بقين من ذي القعدة، وكانوا على بعض يوم من المدينة، فحصرهم خمسة عشر يوما وقيل أكثر من ذلك، ثم نزلوا على حكم سيد الأوس سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد ابن عبد الأشهل فحكم بقتل مقاتلهم وسبى ذراريهم، وكان سعد رمى يوم الخندق بسهم فقطع أكحله فكان لمآبه، فقتل من قريظة سبعمائة وخمسين رجلا صبرا.
وعاد إلى المدينة، وكان استخلف عليها أبارهم الغفاري كلثوم بن الحصين، وتوفى سعد بن معاذ بعد رجوع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وفى هذه السنة تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب ابنة جحش بن رئاب الأسدية، أسد بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر، وهي ابنة عمته أميمة بنت عبد المطلب ثم سرية أبى عبيدة بن الجراح الفهري فهر قريش، وهو عامر بن عبد الله ابن الجراح بن هلال بن وهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النضر ابن كنانة في ذي الحجة إلى سيف البحر