كعب مثل ذلك وزاد فيه قال وعندهم بحر يقال له بحر الدم فيه نتن وإن منهم لمن يأكل مشائم نسائهم على كثرة جمع بني آدم ما يكثرهم بنو آدم إلا بسبعة نفر ولا يكثر الأرض والبحر إلا بمربض ثور.
حدثنا الحكم بن نافع عن جراح عمن حدثه عن كعب قال يخرج يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون ليس لهم ملك ولا سلطان فيسير الطير على رؤوسهم فلا يقطعهم حتى يزحف فيسقط فيؤخذ ويمر أوائلهم ببحيرة طبرية وماؤها كهيئته فيشربونها ويأتيها آخرهم فيركزون فيها رماحهم ويقولون قد كان فيها مرة ماء قال فيقول عيسى لقد جاءتكم أمة لا يطيقها إلا الله ويأتي بأصحابه الطور فيجوعون حتى يبلغ رأس حمار مائة دينار. قال ويقول يأجوج ومأجوج قد قتلنا أهل الأرض فتعالوا نقاتل أهل السماء فيرمون السماء بنبالهم ونشابهم فترجع مختضبة دما فيقولون قد قتلنا أهل السماء فيدعو عيسى والمؤمنون عليهم ويندبهم فلا ينتدب غير عشرين رجلا فيتعلق كل رجل منهم كذا وكذا فلا يفلت منهم أحد فيدعو عيسى والمؤمنون فيرسل الله عليهم الأبابيل أعناقهم كأعناق البخت ومسكنها في الهواء وتبيض في الهواء ويمكث بيضها في الهواء سنة قبل أن تفرخ وإذا تفقس تهوى في الهواء وتطير حتى ترتفع إلى أمكنتها التي سقطت منها فتحتمل أجسامهم فتقذفهم في أخدود وسهيل من الأرض وينزل الله عليهم مطرا فيطهر منهم الأرض وتصير كالزلفة وتعود كما كانت زمن نوح وتسلم يومئذ كل أمة حتى السباع والوحش وتنزع الحمات من كل ذات حمة وتأكل الأدمية والحية والذئب والأسد والشاة جميعا ويركب الغلام ظهر الأسد ويقلب في كفه الحية وهو قوله تعالى (وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون) (1) ويأكل من العنقود والرمانة النفر ويزرع الرجل ويحصد ويأكل من زرعة في يوم وتروي اللقحة أهل البيت والبقرة والشاة كذلك ويهون الذهب والفضة حتى إن الرجل ليحمل المائة دينار فلا يجد من يقبلها منه وتحمل المرأة حليها فلا تجد سوقا مساوقا (2) ولا ناظر ولا باسطا ولا قابضا وينصرف الرجل إلى منزله فتحدثه العصا والحجر بما كان من أهله يحيى بن سعيد حدثني سليمان بن عيسى قال بلغني أن عيسى بن مريم عليه السلام إذا قتل الدجال ونزل بيت المقدس ظهر يأجوج ومأجوج وهم أربعة وعشرون أمة يأجوج