آخرهم عليها فيقولون كأنه كان هاهنا مرة ماء فإذا غلبوا على الأرض قالوا قد غلبنا على الأرض تعالوا نقاتل أهل السماء فقالوا يا رسول الله فأين يكون المسلمون؟ قال يتحصنون فيرسل الله سحابا يقال لها العنان وكذلك اسمه عند الله فيرمونه بنبالهم فتسقط نبالهم مختضبة دما فيقولون قد قتلنا الله والله قاتلهم فيمكثوا ما شاء الله فيوحي الله تعالى إلى السحاب فتمطر عليهم دودا كالنغف (1) نغف الإبل تخرج منها فتأخذ كل واحدة في عنق واحد منهم فتقتله فبينا هم على ذلك إذ قال رجل من المسلمين افتحوا لي الباب أخرج أنظر ما فعلوا أعداء الله لعل الله يكون قد أهلكهم فيخرج فإذا جاءهم وجدهم قياما موتى بعضهم على بعض فيحمد الله وينادي إلى أصحابه إن الله قد أهلكهم فيبعث الله مطرا فيغسل الأرض منهم قال فيستوقد بعد المسلمون بقسيهم ونبلهم كذا وكذا سنة وتأكل مواشي المسلمين من جيفهم فتسمن عليهم وتكبر).
ابن وهب عن مسلمة بن علي عن سعيد بن بشير عن قتادة قال قال رجل يا رسول الله قد رأيت ردم يأجوج ومأجوج وإن الناس يكذبوني قال النبي صلى الله عليه وسلم (كيف رأيته؟ قال رأيته كالبرد المحبر قال صدقت والذي نفسي بيده لقد رأيته ردمة لبنة من ذهب ولبنة من رصاص).
أبو أيوب عن أرطاة عن أبي عامر حدثه عن تبيع قال إذا قتل عيسى بن مريم الدجال أوحى الله تعالى إليه أن انطلق أنت ومن معك من المؤمنين إلى الطور فإنه قد خرج عباد لي لا يطيقهم أحد غيري والمؤمنون يومئذ إثنا عشر ألفا سوى الذراري والنساء ويخرج يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون لا يمرون على ماء إلا نزفوه والماء يومئذ قليل قد غار عند مخرج الدجال حتى ينتهوا إلى بحيرة طبرية فيقول آخرهم لقد كان هاهنا مرة ماء ثم إنه يقبل بعضهم على بعض فيقولون حتى متى وقد قهرنا أهل الأرض فهلموا فلنقاتل أهل السماء فيرمون بنشابهم نحو السماء فترجع نشابهم مختضبة دما فيبعث الله عليهم داء يقال له النغف يأخذ في أعناقهم فيهلكهم الله حتى إن الأرض لتنتن من جيفهم حتى يبلغ أذاهم المؤمنين حيث هم فيقبل المؤمنون إلى عيسى فيقولون إنا لنجد ريحا ما لنا عليه صبر وما لنا عليه طاقة فيدعو عيسى ربه والمؤمنون فيبعث الله عليهم طيرا أبابيل فتحملهم حتى تلقيهم في مهامة من الأرض حتى تصير كالصدفة من