ما يذكر من ندامة القوم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم في الفتنة وبعد انقضائها وما تقدم إليهم فيها حدثنا ابن المبارك عن عبد الله بن شوذب قال سمعت مالك بن دينار عن أبي محمد عن أبي كنانة قال قدم علينا الزبير وأصحابه ونحن مملكون لربيعة فلحق سادتنا بعلي فاجتمعنا وقلنا عسى أن يخرجنا هؤلاء ويجئ سادتنا مع علي وكيف نقاتلهم ثم قلنا نخرج فإذا التقيا لحقنا بهم ثم قال بعضنا لا نأمن ألا نطيق ذلك ولكن نستأذنهم فإن أذنوا لنا انطلقنا آمنين وإلا كنا على رأينا فأتينا الزبير بن العوام بجماعتنا فقلنا له مع من تكون العبيد؟ قال مع مواليهم قلنا فإن موالينا مع علي قال وكأنما ألقمناه حجرا فمكثنا ساعة ثم قال لقد حذرنا هذا.
حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح أن عليا رضي الله عنه قال حين أخذت السيوف مأخذها من الرجال لوددت أني مت قبل هذا بعشرين سنة.
حدثنا ابن المبارك عن ابن شوذب عن أبي التياح عن الحسن قال لود علي أنه لم يعمل ما عمل ولود عمار أنه لم يعمل ما عمل ولود طلحة أنه لم يعمل ما عمل ولود الزبير أنه لم يعمل ما عمل هبطوا على قوم متوشحي مصاحفهم أهل آخرة فسيفوا في بينهم.
حدثنا ابن المبارك عن عيسى بن عمر قال: سمعت شيخا يحدث عمرو بن مرة قال قال عبد الله بن عمر ولم أره أحال على أحد دونه كنت أقرأ هذه الآية إنك ميت وإنهم ميتون * ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون) (1) وكنت أرى أنها في أهل الكتاب حتى كبح بعضنا وجوه بعض بالسيوف فعرفنا أنها فينا.