والله لوددت أنه لا يبنى منه برج إلا سقط برج فقيل له يا أبا إسحاق ألم تقل إن صلاة فيه أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام؟ قال وأنا أقول ذلك ولكن فتنة نزلت من السماء ليس بينها وبين أن تقع إلا شبرا ولو قد فرغ من بناء هذا المسجد وقعت وذلك عند قتل هذا الشيخ عثمان بن عفان فقال قائل أو ليس قاتله كقاتل عمر؟ فقال كعب بلى مائة ألف أو يزيدون ثم يحل القتل ما بين عدن أبين إلى دروب الروم وجيش يخرج من الغرب وجيش يخرج من المشرق فيلتقون بأرض يقال لها صفين فيكون بينهم ملحمة عظيمة ثم لا يفترقون إلا عن حكمين إلى آخر الحديث.
حدثنا بقية والحكم بن نافع وعبد القدوس عن صفوان بن عمرو قال حدثني أبو المثنى ضمضم الأملوكي عن كعب أنه أتى صفين فلما رأى الحجارة التي على ظهر الطريق وقف ينظر إليها فقال له صاحب له ما تنظر يا أبا إسحاق قال وجدت نعتها في الكتب أن بني إسرائيل اقتتلوا بها تسع مرات حتى تفانوا وأن العرب سيقتتلون بها العاشرة حتى يتفانوا أو يتقاذفون بالحجارة التي تقاذفت بها بنو إسرائيل.
حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن أيوب عن ابن سيرين عن أبي الجلد قال تكون فتنة تكون بعدها أخرى ما الأولى في الآخرة إلا كثمر (1) السوط يتبعه ذباب السيف ثم تكون فتنة يستحل فيها المحارم كلها تجتمع الأمة على خيرها تأتيه هينا وهو قاعد في بيته.
حدثنا يحيى بن اليمان عن سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل عن أبي الوقاص عن علي رضي الله عنه قال ألا أخبركم بفتنة التزييل؟ قيل وما فتنة التزييل؟ قال لو كان الرجل مقيدا بعشرة أقياد في أهل الباطل ضير بها إلى أهل الحق ولو كان مقيدا بعشرة أقياد في أهل الحق صير بها إلى أهل الباطل.
حدثنا هشيم عن يعلى بن عطاء عن محمد بن أبي محمد عن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم (أمسك ستا قبل الساعة أولها وفاة نبيكم صلى الله عليه وسلم قال فبكيت والثانية فتح بيت المقدس والثالثة فتنة تدخل كل بيت شعر ومدر والرابعة موتان في الناس كقعاص الغنم والخامسة أن يفيض فيكم المال حتى يعطى الرجل المائة دينار فيتسخطها والسادسة هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيسيرون إليكم في ثمانين راية (2) تحت كل راية إثنا عشر ألفا.