هلكوا فكذبوا بما جاءهم حتى يأتيهم الخبر بذلك ثلاث مرات فيقول الوالي هل انتظر إلا أن تغلق كل مدينة بالشام على من فيها فيقوم في الناس فيحمد الله ويثني عليه فيقول بعثنا إلى إخوانكم أهل العراق وأهل مصر يمدونكم فأبوا أن يمدوكم ويكتم أمر حمص ويقول لا مدد لكم إلا من قبل الله تعالى سيروا إلى عدوكم فيلتقون بسهل عكا والذي نفس كعب بيده لا يصبروا لأهل الشام كالتفاعك بثوبك حتى ينهزموا فيأتون الساحل فلا يجدون بها غوثا يغيثهم فلكأني أنظر إلى المسلمين يضربون أقفاءهم في سهل عكا حتى يصلوا في جبل لبنان لا يفلت منهم إلا نحو مائتي رجل يصلون في جبل لبنان حتى يلحقوا بجبال أرض الروم فينصرف المسلمون إلى حمص فيحاصرونها وليرمين إليكم منها برؤوس تعرفونها لعله أن لا يكون إلا رأس أو رأسين فلتتركن وسلم منذ يومئذ خاوية ولا تسكن يقولون كيف نسكن بقعة فضحت فيها نساؤنا.
قال الشيباني يجتمع تحت جميزات يافا إثنا عشر ملكا أدناهم صاحب الروم.
حدثنا نعيم ثنا أبو المغيرة وبقية عن صفوان عن كعب قال المنصور مهدي يصلي عليه أهل السماء والأرض وطير السماء يبتلي بقتال الروم والملاحم عشرين سنة ثم يقتل شهيدا في الملحمة العظمى هو وألفين معه كلهم أمير وصاحب راية فلم يصب المسلمون بمصيبة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم منها.
حدثنا نعيم ثنا أبو داود سليمان بن داود ثنا أرطاة بن المنذر قال سمعت أبا عامر الألهاني يقول خرجت مع تبيع من باب الرستن فقال يا أبا عامر إذا نسفت هاتان المزبلتان فأخرج أهلك من حمص قال قلت فإن لم أفعل؟ قال فإذا دخلت أنطرسوس فقتل فيها ثلاثمائة شهيد فأخرج أهلك من حمص قال قلت فإن لم أفعل؟ قال فإذا جاء الجمل من الأندلس بألف قلع ثم فرقها بين الأقرع ويافا فأخرج أهلك من حمص قلت وما الذي يصيبهم؟ قال يغلقها أعاجمها على ذراري المسلمين ونسائهم قال ثم إنا تحوطنا حتى دخلنا دير مسحل فقال ترى هذا الخشب هو يومئذ مجانيق المسلمين قلت كم بين رأس الجمل وأنطرطوس؟ قال لا يحل لها أن تكمل ثلاث سنين.
ثم قال لي للروم ثلاث خرجات فهذه الأولى والأخرى يقبل جيش في البحر بألف قلع فيفرقونها لكل جند حصتهم ويتواعدون للخروج في يوم واحد فإذا كان ذلك اليوم خرج كل قوم إلى من يليهم من المسلمين ويحرقون سفنهم ويجعلون قلوعها خياما ثم