الروم في ساحل حمص فيخرج أهل حمص إليهم فيغلق الأعاجم أبواب مدينة حمص عليهم وينزل ملك الروم فحمايا لا يجاوز القنطرة التي دون دير بهراء فتقول الروم للمسلمين خلوا لنا حمصا فإنها منزل آبائنا فيقتتلون حتى يبلغ الدم الأحجار السبع الأواسط منها الأبارص ثم يهزمون الروم ويرجع المسلمون إلى حمص ويربطون خيولهم بالزيتون وينصبون المجانيق عليها ويهدمون كنيسة دير مسحل وتفتح حمص للمسلمين برجل من اليهود من بابها الغربي الأيمن أو من الباب المغلق الذي بين باب دمشق وباب اليهود فيدخلها المهاجرون وتهرب طائفة من أنصارها إلى دير بني أسد فيقتلهم المسلمون ومن بها من الأعاجم ويخربوا ثلثها ويحرقوا ثلثها ويغرقوا ثلثها ولا تزال الشام عامرة ما عمرت حمص.
حدثنا نعيم ثنا أبو المغيرة عن أبي بكر بن أبي مريم سمع الأشياخ يقولون ستفجر عين بتل ذي مين يكثر ماؤها فيغرق حمص أو جلها وهي شرقي حمص على عشرة أميال.
وحدثنا نعيم ثنا أبو المغيرة عن أرطاة عن أبي عامر الألهاني قال كنت في قرية فجاءني الحارث بن أبي أنعم حين انتصف النهار واشتدت الظهيرة فقلت يا عم ما جاء بك هذا الحين؟ قال استقرأت هذا الوادي الذي يمر على باب اليهود ثم إنه خفي علي مذهبه حتى خالط تلك الحقول فهل في قريتك هذه رجل له قدم وسن؟ قلت نعم هاهنا شيخ كبير ما يخرج من الكبر فانطلقنا إليه فسأله الحارث عن ذلك الخليج فقال الشيخ سمعت أبي يقول إن ماءه كان ظاهرا لا تشرب منه حامل إلا ألقت ما في بطنها ولا ينال شجرة إلا تناثر ورقها فأهم الناس ذلك فالتمسوا له فجاء رجل فجعلوا به جعلا فدعاهم بلبنة من رصاص وشحم وزفت وصوف ثم انطلقوا إلى سربل (1) فصنع ما صنع فخفي ذلك الماء.
قال أبو عامر فلما خرجنا قال سمعت بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقول إنه واد من أودية جهنم وإن حمص يغرق نصفها منه والنصف الآخر يصيبه حريق.
حدثنا نعيم ثنا الحكم بن نافع قال أخبرني الذي حدثني عن كعب في حديثه ثم تستمد الروم بالأمم الثانية فتجيش عليهم الألسنة المختلفة وتجتمع إليهم أهل رومية والقسطنطينية وأرمينية حتى الرعاة والحراثون يغضبون لملك الروم فيقبل بأمم كثيرة سوى