شهيد كان في الإسلام إلا حمزة بن عبد المطلب فتقول الملائكة ربنا ألا تأذن لنا بنصرة عبادك؟ فيقول أنا أولى بنصرتهم يومئذ يطعن برمحه ويضرب بسيفه وسيفه أمره فيهزمهم الله تعالى ويمنحهم فيدوسونهم كما يداس المعصرة فلا يكون للروم بعدها جماعة ولا ملك.
حدثنا نعيم ثنا الحكم بن نافع عن جراح عن أرطاة قال إذا ظهر صاحب الأدهم بالإسكندرية وأرض مصر لحقت العرب بيثرب والحجاز وتجلى من الشام وتلحق كل قبيل بأهلها ويبعث الله إليهم جيشا فإذا انتهوا بين الجزيرتين نادى مناديهم ليخرج إلينا كل صريح أو دخيل كان منا في المسلمين فتغضب الموالي فيبايعون رجلا يسمى صالح بن عبد الله بن قيس بن يسار فيخرج بهم فيلقى جيش الروم فيقتلهم ويقع الموت في الروم وهم يومئذ ببيت المقدس وقد استولوا عليها فيموتون موت الجراد ويموت صاحب الأدهم وينزل صالح بالموالي بأرض سورية ويدخل عمورية وقد نزله وينزل قمولية ويفتح بزنطية وتكون أصوات جيشه فيها بالتوحيد عالية ويقسم أموالها بينهم بالآنية ويظهر على رومية ويستخرج منها باب صهيون وتابوت من جزع فيه قرط حواء وكفوته آدم يعني كساءه وحلة هارون عليهم السلام فبينا هم كذلك إذ أتاه خبر وهو باطل فيرجع.
قال جراح عن أرطاة فالملحمة عمرو الأولى في قول دانيال تكون بالإسكندرية يخرجون بسفنهم فيستغيث أهل مصر بأهل الشام فيلتقون فيقتتلون قتالا شديدا فيهزم المسلمون الروم بعد جهد شديد ثم يقيمون عليها ويجمعون جمعا عظيما ثم يقبلون فينزلون يافا فلسطين عشرة أميال ويعتصم أهله بذراريهم في الجبال فيلقاهم المسلمون فيظفرون بهم ويقتلون ملكهم.
والملحمة الثانية يجمعون بعد هزيمتهم جمعا أعظم من جمعهم الأول ثم يقبلون فينزلون عكا وقد هلك ملكهم ابن المقتول فيلتقي المسلمون بعكا ويحبس النصر عن المسلمين أربعين يوما ويستغيث أهل الشام بأهل الأمصار فيبطون عن نصرهم فلا يبقى يومئذ مشرك حر ولا عبد من النصرانية إلا أمد الروم فيفر ثلث أهل الشام ويقتل الثلث ثم ينصر الله البقية فيهزمون الروم هزيمة لم يسمع بمثلها ويقتلون ملكهم.
والملحمة الثالثة يرجع من رجع منهم في البحر وينضم إليهم من كان فر منهم في البر ويملكون ابن ملكهم المقتول صغير لم يحتلم وتقذف له مودة في قلوبهم فيقبل بما لم يقبل به