(فلما وقع الانفصال عن المناظرة بانفصال كلامي، سألني عن البلد والمنشأ فأخبرته، وسألني عن طريقي إلى العراق فأخبرته، فلم ذكرت له أن طريقي كان من الحجاز إلى الكوفة قال لي: أراك أبا الوليد المالكي، قلت: أنا ذاك، فما علمك بهذا قال: تلميذك من أهل الكوفة أبو الفرج بن السلالي كان كثيرا ما يذكرك) وروى أبو بكر الطرطوشي عن الحافظ أبي علي بن سكرة الصدفي قوله:
(لما ورد علينا بغداد أبو القاسم بن القاضي أبي الوليد سرت معه إلى شيخنا قاضي القضاة ابن بكران الشامي - وكان ممن صحبه أبو الوليد قديما ببغداد، وعلق عنه - فلما دخلنا عليه قلت له: - أعزك الله -: هذا ابن شيخ الأندلس، فقال لي: لعله ابن الباجي، فقلت: نعم، فأقبل عليه) أشهر مناظراته:
كانت حياته حافلة بالدفاع عن السنة على مذهب مالك، وعقيدة الأشعري، فجادل وناظر حيثما حل وارتحل بايمان قوي، وشجاعة أدبية احتسابا لوجه الله تعالى. ومن ذلك:
أولا: ناظر الشيعة في حلقات مساجد حلب وبين يدي أميرها معز الدولة فانتصر عليهم وبقيت الفتوى تدور بها على مذهب الامام مالك طيلة الفترة التي قضاها الباجي بحلب من أواخر إلى أوائل (439 ه).
ثانيا: وتو عودته إلى الأندلس، وجد المذهب الظاهري يكاد ينتشر على يد ابن حزم بجزيرة ميورقة، فاستدعى لمناظرته بين يدي أميرها أبي العباس أحمد ابن رشيق فأفحمه وفل من وجهه وأحرقت كتبه.