باب في رخص الحديث والاخذ عن الثقة واعلم أن أخذ الحديث يكون على وجهين أحدهما للعمل به واتخاذه دينا فهذا يجب أن لا يعتمد عليه إلا بعد أن يؤخذ عن الثقة وذلك الثقة عن ثقة حتى يصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم والثاني أن يؤخذ ليعلم أنه قد روي ويعلم وجه ضعفه فهذا يجوز أن يؤخذ عن كل ضرب وروي عن سفيان الثوري أنه قال أحب أن أكتب الحديث على ثلاثة أوجه حديث أكتبه أريد أن أدين به وحديث رجل أكتبه فأوقعه لا أطرحه ولا أدين به وحديث رجل ضعيف أحب أن أعرفه ولا أعبأ به وقال الأوزاعي تعلم ما لا يؤخذ به كما تعلم ما يؤخذ به وقد روى أحمد بن إسحاق قال رأى أحمد بن حبل [رضي الله عنه] يحيى بن معين في زاوية بصنعاء وهو يكتب صحيفة معمر عن أبان بن أبي عياش عن أنس فقال له أحمد بن حنبل [رحمه الله] تكتب صحيفة معمر عن أبان عن أنس وتعلم أنها موضوعة فلو قال لك قائل أنت تتكلم في أبان وتكتب حديثه على الوجه فقال رحمك الله أبا عبد الله
(٢٦٦)