وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تسمعون ويسمع منكم ويسمع ممن يسمع منكم) وعن عائشة رضي الله عنها قالت: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إن ننزل الناس منازلهم) وذلك حسب المواقف الآتية من تعديل وتجريح وشهادة،. مصاهرة ومعاملة وتكليف بمهمة منصب أو سفارة إلى غير ذلك مما تقتضيه ظروف الحياة الدينية والدنيوية على السواء، وفي غير ذلك لا يجوز تتبع أعراض الناس لما فيه من الغيبة المنهي عنها والمحرمة بنص الكتاب والسنة.
الجرح والتعديل في عهد الصحابة:
كان الصحابة رضوان الله عليهم في العهد النبوي الشريف لا تسمح لهم ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية والحربية بسماع جميع الأحاديث التي يوجهها الرسول صلى الله عليه وسلم لمن يحضر مجالس من المؤمنين، فيفوت بعضهم الشئ الكصير منها، فيسمع بعضهم من بعض بكل دقة وعناية وتحر من الطرفين مخافة الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنس بن مالك رضي الله عنه: (والله ما كل ما نحدثكم - به - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - سمعناه - ولكن - كان - يحدث بعضنا بعضا ولا يتهم بعضنا بعضا) وقال البراء بن عازب رضي الله عنه: (ما كل الحديث سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحدثنا أصحابنا وكنا مشتغلين في رعاية الإبل، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يطلبون ما يفوتهم سماعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسمعونه من أقرانهم وممن هو أحفظ منهم، وكانوا يشددون على من يسمعون منه)