وفي التنزيل: (ويعلم ما جرحتم بالنهار) أي: اكتسبتم.
وقوله عز وجل: (أم حسب الذين اجترحوا السيئات) أي: اكتسبوا واصطلاحا: الجرح: الطعن في راوي الحديث بما يسلب عدالته أو ضبطه.
وتحدث المصنف على الجرح بما فيه الكفاية وهو مراتب. وله ألفاظ مخصوصة مثل: لين، ضعيف، متروك الحديث، كذاب... الخ.
2) التعديل:
التعديل لغة: التزكية، واصطلاحا: هو توثيق الراوي ووصفه بالعدالة والضبط.
قال يحيى بن معين: آلة الحديث الصدق والشهرة بطلبه وترك البدع واجتناب الكبائر.
ومن ألفاظ التعديل: ثقة، ثبت، حجة، صدق.... إلى غير ذلك.
نشأة علم الجرح التعديل:
نشأ هذا العلم في زمن مبكر من ظهور الاسلام والقرآن ينزل، فهو مظهر حضاري من مظاهر الحضارة الاسلامية مقصور عليها تمتاز به عن باقي الحضارات، ولم تهتم أمة من الأمم عبر تاريخ الانسانية بكلام رسول أو نبي أو قائدا أو زعيم مثل ما اتجه اهتمام علماء الاسلام إحاطة واحتياطا لكلام خاتم النبيين وامام المرسلين سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، واقتضت ضرورة تطور الحياة آن بزوغ فجر هذا الدين العظيم وتكوين دولته الفتية على أسس متينة مبدأها الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر إن تنشأ علوم ونظم شتى ومتنوعة كالنقد الأدبي، اللغة، والنحو، والتفسير